رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 8:03 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن طلاق الزوجة ظلما وعدوانا

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الغسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة أنه قد حدث خلاف بين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزوجته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بكلام، فدخل عليهما النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصلح ما بينهما، واعلموا جيدا أنه أحيانا يقع الطلاق على الزوجة ظلما وعدوانا عندها تحزن البنت كثيرا ويحزن أهلها لحزنها، والعزاء في ذلك أن ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم، رقية وأم كلثوم طلقتا من عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب ظلما بدون سبب إلا أنهما صدقتا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من أنه أوحي إليه وأنه نبي هذه الأمة.
الكلام الذي أغضب قريش فقد تزوج عتبة بن أبي لهب من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نزلت " تبت يدا أبي لهب وتب" قال أبو لهب "رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق بنت محمد ففارقها قبل الدخول" ولم يكتفي أبو لهب بذلك بل أمر ابنه عتيبة أن يطلق أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم ظنا منه أنه بذلك يستطيع أن يشغل النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوته، وهنا درس للبنات وللآباء بأن يصبروا ويحتسبوا الأجر من الله عز وجل وأن ما وقع من الطلاق ظلما ما هو إلا ابتلاء سوف يعوضهم الله خيرا فقد عوض الله ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا من عتبة وعتيبة، عوضهما زوجا صالحا كريما هو عثمان بن عفان رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة وثالث الخلفاء الراشدين.
فقد تزوج عثمان رضي الله عنه برقية وبعد وفاتها تزوج بأختها أم كلثوم وقد قال الله تعالى " فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا" وقد يحدث أن يفقد الأب بعض بناته بموتهن فالموت نهاية كل حي وهو المصير المحتوم الذي لا مفر منه، وليعلم من ابتلى بفقد إحدى بناته أن الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جميع ذريته من الذكور والإناث ولم يبق بعد وفاته إلا فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكما كان هديه صلى الله عليه وسلم في وفاة بناته رضي الله عنهن، أنه كان يحزن لوفاتهن وتذرف عيناه الدمع على فراقهن، ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه في نبأ وفاة أم كلثوم رضي الله عنها "شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال فرأيت عينيه تدمعان.
وقال "هل منكم رجل لم يقارف الليل؟" قال أبو طلحة "أنا" قال "فانزل" قال "فنزل في قبرها " رواه البخاري، والدموع هذه ليست دموع جزع وسخط من قضاء الله وقدره والعياذ بالله إنما هي دموع رحمة وشفقة تذرف من عيون الرحماء روى أسامة بن زيد رضي الله عنه قال "أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه أن ابنا لي قبض، فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب" فأرسلت إليه تقسم ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ ابن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال فرُفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته قال كأنها شن ففاضت عيناه، فقال سعد "يا رسول الله ما هذا؟" فقال "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" رواه البخاري.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.