رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 يناير 2025 2:54 ص توقيت القاهرة

المعرفه بنفسيات الناس.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 2 يناير 2025
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن الناس منذ خلقهم الله تعالي وهم مختلفوا الطبائع والرغبات والميول، وقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب"
ويعلم بداهة أن معاملة هذه الإختلافات معاملة واحدة لا يستقيم، فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسن مع هذا لا يجمل مع غيره، لذا قيل "خاطبوا الناس على قدر عقولهم" فكان شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه وتعليمهم أن يراعي أحوال من يتعامل معهم وينزل الناس منازلهم، ففي فتح مكة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المنادي أن يعلن في الناس أن من دخل المسجد الحرام فهو آمن ومن دخل بيته فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ألا ترى أن دار أبي سفيان لم يكن لها ما يميزها عن دور أهل مكة وأن دخول هذه الدار أو غيرها سيّان ؟ ومنها توزيعه صلى الله عليه وسلم بعض أموال الغنائم والفيء على أناس دون أناس، وكذلك تقسيمه الأعمال والمهام على أصحابه كل بحسبه، فما أوكل إلى حسان غير ما أوكل إلى معاذ.
ويصح ذلك مع أبي بكر وعمر و صهيب وخالد وبقية الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، إنها المعرفة بنفسيات الناس وما يطيقون وما يحبون ومعرفة الدخول إلى قلوبهم، وإن من الآثار والنتائج المترتبة على العواطف الإنسانية هو التعلق وهي آثاره تكون من جهتين، وهما آثار من جهة أنه معصية من المعاصي والمعاصي لا شك أن لها آثار وأضرار ونتائج، وآثار من جهة أنه التعلق بالأشخاص نفسه فمنها الشرك بالله فلا يجتمع في القلب حب الله وحب غيره لأن من أحب شيئا وخضع له فقد تعبد قلبه له، فأصل الشرك بالله الشرك في المحبة قال تعالى " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله " لذا فإن العاشق لا يجد حلاوة الإيمان التي من شروطها " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله"
ومن تعلق بغير الله عُذب به فمن تعلق بزميل له نجد أنه يكثر الحديث عنه والتفكير به ويتعذب من أجله ولذلك نلاحظ أن أكثر ما يكون في الشعر من البكاء والنحيب والصياح والنياح هو شعر الغزل وأهل العشق يتحدثون بقلوب مجروحة وعيون دامعة، ونرى كذلك إخوتي أن بعض المراهقين الذين يتعاطون الحب كلاما بألسنتهم وأحاديث في مجالسهم ربما كتبوا بالخطوط العريضة الحب عذابن وهذا صحيح كما قال العلماء، الحب أوله لعب وأخره عطب، فهي في البداية كلمة أو نظرة ولكنها في النهاية تورد الإنسان موارد الهلاك، هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبينا محمد فقد أمر الله عز وجل بذلك، فقال سبحانه "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" فاللهم صل وسلم عليه يا رب العالمين وارض اللهم عن صحابة محمد أجمعين، وعن التابعين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.