رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 21 أبريل 2025 12:13 م توقيت القاهرة

السعي نحو العيش الكريم على تراب الوطن

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد إن حب الوطن فطره ربانية فطر الناس عليها، وإن الوطن اصطلاحا هو المكان الذي ولد فيه الإنسان ونشأ فيه، ويتشابه هذا المعنى بالتعريف اللغوي لهذه الكلمة، ولكن مفهوم الوطن بالمعنى الحالي كما يعلمه المواطن هو البلد الذي يسكنه المرء، ويرتبط به، وينتمي إليه، ويحصل على الجنسية منه، أي أن مفهوم الوطن بدأ من المنزل. 

ثم الحيّ، وتوسع حتى شمل المدينة، وتوسعت الرقعة حتى أصبح داخل حدود جغرافيّة مرسومة على الأرض وعلى الخريطة، ويطلق على الشخص الذي يسكن هذا الوطن اسم المواطن، ويربطه به مفهوم الوطنية، والوطنية تعني حب الوطن، والنضال لأجله، والقتال في سبيله، والولاء والإخلاص له، فهذه من حقوق الوطن على المواطن، الذي يجد المواطن فيه الأمن والاستقرار، وتوفر حاجاته الأساسية من ماء وغذاء، وإن حب الوطن ينتقل بالوراثة من جيل إلى جيل بهدف إلى الحفاظ على الأرض التي يسكنوها، فالكثير من الشعوب ناضلت وقاتلت وقدمت الكثير من أبنائها تضحية في سبيل أمن الوطن، وإن الوطن في الاصطلاح يُقصد بالوطن الأرض التي يولد فيها الإنسان، وينشأ فيها، ويترعرع في أكنافها، ويتزوج فيها، وهو المكان الذي يحتوي مجموعة من عبق الذكريات.

التي لا يمكن نسيانها، وبالتالي فإن الوطن هو بمثابة الذاكرة للإنسان، حيث قال الجاحظ كانت العرب تحمل معها تربة من بلادها أو رملا أو عفرا إذا غزت، أو سافرت وذلك من أجل أن تستنشقه، ولا يقتصر معنى الوطن على مكان النشأة والمولد، وإنما هو مكان العيش والإقامة، فالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم استوطن المدينة المنورة بعد هجرته من مكة المكرمة مكان ولادته، فيجب تنمية الشعور المتعلق بمحبة الأوطان، ويمكن تنمية هذه المحبة من خلال تربية الإنسان على استشعار فضل الوطن، ومجازاة الوطن بالإحسان، وكذلك مدّ جسور المحبة والمودة بين أبناء الوطن الواحد، والحرص على إيجاد جو من الألفة والأخوة بين أبناء الوطن، وغرس قيم الانتماء الإيجابي للوطن في النفوس، وتوضيح معاني حب الأوطان، والسعي نحو العيش الكريم على تراب الوطن. 

ويمكن تحقيق ذلك من خلال أداء كل مواطن لواجباته تجاه وطنه، وأيضا تربية الأبناء على حماية ممتلكات الوطن، والحفاظ على مرافقه، وأمنه، وكذلك المساهمة في خدمته بالقول والعمل والفكر، والوقوف في وجه أي شيء يُخلّ بأمن وأمان الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الإمكانيات والسبل المتوفرة، والدفاع عن الوطن بمختلف السبل قولا وفعلا، حيث تعرف الوطنية بالشعور وبالتعلق والالتزام لبلد أو أمة أو مجتمع سياسي، وقد يكون المرادف لها ما يسمى بحب الوطن، أما كلمة القومية فهي الولاء لأمة واحدة، إلا أنه أصول الوطنية ترجع إلى حوالي ألفين سنة قبل ظهور القومية في القرن التاسع عشر، حيث إن دولتي اليونان والرومان خاصة في العصور القديمة هما من أعطتا الجذور للوطنية السياسية التي تصور الولاء للوطن كولاء للفكر السياسي للجمهورية. 

كما إرتبط مفهومها بحب القانون والحرية المشتركة والعمل من أجل المصلحة العامة، وواجب التصرف بشكل عادل تجاه الوطن، فهذا المعنى الروماني الكلاسيكي للوطنية ظهر مجددا في كلام رجال الأدب في المدينة الإيطالية في القرن الخامس عشر، حيث أن كلمة الوطنية تمثل الحرية المشتركة لسكان المدينة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.