بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، لقد دعا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سعيد بن عامر الجمحي إلى مؤازرته وقال يا سعيد، إنا مولوك على أهل حمص، فقال سعيد يا عمر، ناشدتك الله ألا تفتني، فغضب عمر وقال ويحكم، وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني؟ والله لا أدعك، ثم ولاه على مدينة حمص، ثم مضى إلى حمص، وما هو إلا قليل من الزمن حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل حمص، فقال لهم اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أسدّ حاجتهم، فرفعوا كتابا فإذا فيه فلان وفلان وسعيد بن عامر.
فقال ومن سعيد بن عامر؟ فقالوا أميرنا قال أميركم فقير؟ قالوا نعم، ووالله إنه ليمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار، فبكى عمر حتى بلّت دموعه لحيته، ولم يمضي على ذلك طويل وقت حتى أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها، فلما نزل بحمص لقيه أهلها للسلام عليه، فقال كيف وجدتم أميركم؟ قالوا نعم الأمير يا عمر، إلا أنهم شكوا إليه ثلاثا من أفعاله، كل واحد منها أعظم من الآخر، قال عمر اللهم لا تخيب ظني فيه، وجمعهم به، ثم قال ما تشكون من أميركم؟ قالوا لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، فقال عمر وما تقول في ذلك يا سعيد؟ فسكت قليلا، ثم قال والله إني كنت أكره أن أقول ذلك، أما وإنه لا بد منه، فإنه ليس لأهلي خادم، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم، ثم أتريث قليلا حتى يختمر، ثم أخبزه لهم، ثم أتوضأ وأخرج للناس.
قال عمر رضي الله عنه وما تشكون منه أيضا؟ قالوا إنه لا يجيب أحدا بليل، قال عمر وما تقول في ذلك يا سعيد؟ قال إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضا، فإني قد جعلت النهار لهم ولربي الله الليل، ثم قال عمر رضي الله عنه وما تشكون منه أيضا؟ قالوا تصيبه من حين إلى آخر غشية فيغيب عمن في مجلسه، قال عمر وما هذا يا سعيد؟ فقال شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك، ورأيت قريشا تقطع جسده وهي تقول أتحب أن يكون محمد مكانك؟ فيقول والله ما أحب أن أكون آمنا في أهلي وولدي، وأن محمدا تشوكه شوكة، وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لي، وأصابتني تلك الغشية، عند ذلك قال عمر رضي الله عنه الحمد لله الذي لم يخيب ظني فيك، فهذا هو العمل، وهكذا يكون تحمل المسؤولية.
وهكذا تؤدى الأمانات علو في الحياة وفي الممات، وفي الآخرة الأجر عند خالق الأرض والسموات، وكما ينبغي علينا أيها المسلمون المحافظة علي المرافق العامة، وهناك طرق عديدة للحفاظ على هذه المرافق ومنها هو أن تقوم الدولة بتربية الصغار والأطفال على إحترام المرافق العامة، وزرع قيمة تسمى الإهتمام بالمصلحة العامة المشركة داخل الوطن الواحد، وتقوم الدولة بتوعية الأطفال من خلال مناهج الدراسة، التي تزرع فيهم قيم حب الوطن والإنتماء والحفاظ على الممتلكات العامة، كذلك تعلم الدولة الأطفال كيفية الحفاظ على الممتلكات العامة، والبقاء عليها دونما اية تخريب، وهناك دور لرجال الدين في المساجد لتوعية الناس لأهمية المرافق العامة للدولة، والإهتمام بصيانة المال العام دونما المساس به، وقد جاء الحفاظ على المرافق العامة في القرآن الكريم في الاية الكريمة.
"وابتغى فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغى الفساد فى الأرض، إن الله لا يحب المفسدين" وكما تقوم الدولة بتشريع القوانين الصارمة، لمعاقبة كل من تسول له نفسه بمساس المرافق العامة للدولة بأي سوء أو تخريب هذه المرافق، وتحرص كذلك على تنفيذ هذه القوانين، حتى يحترم الناس المرافق ويحافظون عليها، لأجيال وأجيال، وكذلك أيضا تقوم وزارة الإعلام بعمل حملات توعية للمواطنين للحفاظ على ممتلكات الدولة، وذلك من خلال لوحات إعلانية في الشارع، أو عن طريق تقديم برامج وإعلانات توعية على التليفزيون وفي الاذاعة، حيث تتحمل الدولة مسؤلية التوعية للحفاظ على المرافق العامة.
إضافة تعليق جديد