رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 19 أبريل 2024 1:37 ص توقيت القاهرة

جماليّات الصورة الدّينّية

 

كتبت/ منيرة بلعزى 
ممّا لا شك فيه أن عمليّة تعريف مصطلح الصورة يتسم غالبا بالغموض وعدم الدقّة هذه الصعوبة في تحديد" تعريف واحد محدد"1 لها يعود إلى أسباب متنوعة منها إختلاف المذاهب والحركات والمناهج النقدية التي تدرسها، هذا التعدد في المدارس النقدية والحركات أَوْلَى مفهوم الصورة مكانة مرموقة في الإبداع الإنساني، ممّا أدّى إلى تنوع مظاهرها وأنماطها كالمعبرة عن "التمثيل العقلي...، والصورة الرقميّة والفوتوغرافية والتلفزيونيّة وغيرها من أنواع الصورة المستجدة"2.
الصورة في اللّغة مأخوذة من مصدر (ص، و، ر) وكلمة صورة تعني هيئة الفعل أو الأمر وصفته، جاء في لسان العرب (الصورة هي الشكل، والجمع صُورٌ، وصِورٌ، وقد تَصَورته فَتَصَوَّرَ، وتَصَوَّرْتُ الشيء: توهمت صورته، فتصور لي، التصاوير: التماثيل 3وجاء في القاموس المحيط (الصورة: صُورٌ وصِوَرٌ... وتستعمل بمعنى النوع والصفة)4. أما فيما ورد في قاموس المصطلحات اللّغوية والأدبية: (هي خَيالْ الشَّيء في الذهن والعقل، وصُور الشيء ماهيته المجردة)5

إرتبطت مفاهيمها المتعددة بمفهوم الخيّال على إعتباره "مدخل منطقي لدراسة الصورة " 6 ولكونه ملكة إبداعيّة يستطيع بواسطته المبدع تأليف الصورة بالإعتماد على ما يختزله داخل ذهنه من جملّة الإحساسات متعددة الروافد مع التوفيق بين العناصر ليكشف عن علاقات مبتكرة جديدة، على العلم أن كل صورة تنشأ "بدوافع وتؤدي إلى قيمة"7... وعلى ما نحن نعي به بكون الصورة سلطة تتمظهر سلطتها في مدلولاتها ورسائلها التي تحملها، سنحاول هنا أن نسلط الضوء على الجماليّة التعبيرية للصورة أولا وكيف كانت سلطة دّينيّة ثانيّا. 
فيما تتمثل الأبعاد الجماليّة التي إتّسمت بها الصّورة؟ وما هي أهمّ تجلياتها؟
ماهي أهم الأسباب التي جعلت من الصورة سلطة دينيّة؟ وكيف أصبحت الأيقونة تعبيريّة لاهوتية؟ 
هل ستظل هذه الأخيرة سلطة السلط؟ أم أنّ سيطرتها ستفقد يوم ما؟
لم تكتف الصورة ولو ليوم ما عن الإفصاح والتعبير وعن تأويل معانيها سوءًا كانت صورة ناطقة أو صامتة، فهي شكل من أشكال التواصل تحمل "رسائل ودلالات"8 لما لها من قدرة إستيلابية وجاذبية مطلقة في تحويل المرئي واللامرئي إلي كيان محسوس زخرفيّة كانت أو كتابية "علامات رمزية وغير رمزية"9، فهي تنقل في ثناياها الحدث الرمزي وتستحضر لنا الغائب عبر جملّة الرموز التشكيليّة التي تختص بالتكوين وتوزيع الكتل.
هي إحدى الركائز الأساسية للغّة الغير اللفظيّة، تشّكل توتر بين الفضاء الفيزيائي بأبعاده والفضاء ذي البعد المجهول، كما هي لحظة فعل الرؤية والحلم والتفكير، جامعة بين الجانبين الباطني والخارجي لجعل هذه "العوالم تدرك بالحس والحدس والعقل والرؤيا"10، تعد من الأدوات التعبيريّة للإنسان في تجسيد معانيه وأفكاره وأحاسيسه، لذلك وظيفتها سواء كانت إخبارية، رمزية، أو كانت ترفيهية ترتبط بكل أشكال التّواصل والإتّصال.
"هي بشكل عام بنيّة بصرية دالّة وتشكيل تتنوع في داخله الأساليب والعلاقات والأمكنة والأزمنة ... بنيّة حيّة تزخر بتشّكيل ملتحم إلتحاماَ عضوياَ"11، لها القدرة في تسهل الشرح وتوضحه من خلال اللّون، الشّكل، الخطوط وغيرها، تكون الصّورة في بعض الأوقات "أبلغ وأقوى في المعنى من الكلّمة المكتوبة، فهي تنقل الحدث وتجسده كما هو، وغالبا ما تنجح الصورة في تأكيد معلومات عن حدث ما تعجز عنه الكلمات"12...، ترسم العلاقة بين المرسل والمتلقي، مرسلها لا يقترح رؤية محايدة للأشياء ومتلقيها يقرأها إنطلاقا ممّا يسميه جون دافينيو Jean Duvignaud الباحث الفرنسي بالتّجربة الجماليّة والمخيّال الجمالي لذلك لا ينحصر مصطلحها في مخاطبة حواس المتلقي فقط وإنّما تشمل ميراثه العاطفي والإجتماعي... 
تحمل في طياتها دلالات مختلفة تنقل لنا عبر رمزها الموضوع أو الحدث سواءً عبر الرموز التشكيلية والتي تختص بالتكوين وتوزيع الكتل

، أو من حيث الرمز اللوني والتي تحيلنا إلى علاقة الإنسان بالطبيعة أو برموز أخرى... وهاهنا نذكر أهم ميزات الصورة:
الصورة أُمْ العلامة بيد أن ولادة العلامة مكنت الصورة من أن تعيش حياة الرشد بالكامل تملك من الجاذبية ما يجعل أثرها يفوق الكلام "فإذا كانت اللغة قادرة على صياغة المرئي ومفهمة اللامرئي قادرة على تحويل المرئي واللامرئي إلى "كيان محسوس مَاثل هنا والآن"13، هي نصّا مفتوحا يسمح بالقراءات المتعددة.
لا تنفصل مسألة الصورة عن دلالة الإبداع في الخيال ذاته فهي صورة شيء ما.
تمثّل في ذاتها مثال فهي ليست إضافة إلى الشيء بل هي الأساس والمكمل لشيء ما.
تتحدد بداهتها وفق أربعة لحظات "الصورة توجد كوعي، وتوجد كشبه شيء، وتوجد كعدم، وتوجد كتلقائية وإبداع، تعتمد على النمط الجامع في داخلها العام والخاصّ.
تحمل داخلها أبعاد متعددة لا بعدًا واحدا فقد نجد من النظرة الأولى بعدا مباشرا، ولكن من التأمل المستمد نرى أبعادا غير مباشرة وكلما إزداد التأمل إزداد ظهور هذه الأبعاد ولا تأتي هذه الأيقونة إلاّ إذا كانت الصورة بتراكيبها وألفاضها وحمولتها الدلالية:" معنوية وشعورية " قادرة على الإيحاء بهذه الأبعاد.
هنا في هذا السياق كثرةٌ هي الأبحاث الفلسفية والأنثروبولوجية التي تثبت أنّ الإنسان منذ بداياته كان يترجم كلّ منظوراته الحسية عبر الصورة الناقلة لكل الأحداث غالبا ما تعجز حتى الكلمات المكتوبة في الإفصاح عنها، وأبرز دليل على ذلك الرسوم الجدارية المرسومة داخل جدران الكهوف والمغارات فهي "أقدم من الحرف المخطوط بعشرات السنين" 14 لذلك أعتبر الرسم الجداري من أقدم أشكال التعبير التي عرفتها البشرية فهي ذات مضامين خاصّة يفهمها المجتمع، يعدّ من أوّل السطوح التي رسم عليها الفنان القديم تعبيراته الفنيّة التي كانت تجول في ذهنه من مخاوف وأفكار حول العالم، وإتخذت رسومه أشكالا واقعية من جهة ورمزية من جهة ثانية، فتبرز بذلك عبر الرسوم الجدارية الخبرة الجمالية، التي تعّد نتاج نظم من العلاقات المترابطة ذات التفاعل الجدلي، والتي تحرر وجودها بهذا التعالق ما بين الحضور الروحي بجلاله المهيب، وقدسية البيئة المكانية التي إحتضنته، والإنفعال السيكولوجي...، فكانت آنذاك الصورة الوسيلة الوحيد التي يسرد بها الإنسان حياته.
عُرفت الصور الجدارية في فن التصوير الصيني القديم، كما وجدت خلال العهد الساساني، وإنتشرت كذلك في الكنائس البيزنطية. وبرزت خلال العصور القديمة لدى حضارات الشام وفارس وآسيا الصغرى. ولعلّ أبرزها في نظري مصر الفرعونية التي تسلحت في ثقافتها على الصورة وإستطاعت فهم " قيمة السلطة الرمزية سلطة الصورة،15 التي مثلت عندهم نسيجًا وتشكيل بصري حيّ يلتقي فيه الإدراك والوعي مع الثقافة والجمال والتاريخ والسلطة...برزت" لتكسر الحاجز الثقافي والتمييز الطبقي بين الفئات فَوَسَعَتْ من دوائر الإستقبال وشمل ذلك كل البشر، لأنّ إستقبال الصورة لا يحتاج إلى إجادة القراءة، فهو في الغائب لا يحتاج إلى كلمات أصلا"16، وظلّت هذه الأخيرة تعتبر الكتابة حتى الظهور الحديث للتسجيل الخطّي للأصوات...(الصور عدد04 ,03,02 ,01 ).
مثل مصطلح الصّورة من المفاهيم المعقدة في تحاليلها منذ قِدم الإنسان لذلك إختلفت الآراء حول تحديد واضح لماهيتها، إذ عرفها الفلاسفة أمثال سقراط على أنّها لا تتكوّن إلاّ بالعقل الذي هو مصدر كل معرفة ومُنشأ المفاهيم، وهو المبدأ الأوّل ونظام كل شيء وأبدي، والأبدية هي فعل العنصر الذي يرتب الأشياء ولا يمكن أنّ نتصور عالم تتخلله الصور بدون نظام "وإهتم بتأسيس المعرفة على العقل"17، أمّا في اليهودية فقد كان موقفهم أكثر عدائية توجاهها، وبلغ بهم الحدّ إلي تحريمها وجاءت تحذر من شرّ بلاءها بلهجة صريحة إنّها "شيطان يلزم إستخراج الشرّ منه"18، فالله نهى عنها ويدعوا إلى تحطيم كل الأصنام حتّى لا تعبد معه وأن لا تصنع صورة أي شيء ممّا خلق تحسبا من عبادة المخلوقات ونسيان الخالق وردّ في سفر الخروج "لا تصنع لك تمثالا منحوتا، ولا صورة ما ممّا في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت،"19 لا "يكن لك آلهة أخرى أمامي"20 فما الوثن إلاّ آلوهية زائقة لأنّه مصنوع وقيمتها في ذاتها لا بما تمثّله، فهي ليست صورة الله، هي أصنام لا تتحرك لا تتكلّم ولا ترى والوثني حين يقف أمامها يضحي مثلها، بالتالي الله منع الأيقونات والتماثيل إلّا من حيث الخوف على أمته من السقوط في الإنحرافات الوثنية.
أمّا في القرآن الكريم فقد عرفت الصورة وإقترنت إلاّ في مواضيع قليلة تتعلّق بالخلق الإنساني "فصوّركم فأحسن صوركم، وإليه المصير"21، "في أيّ صورة ما شاء ركّبك"22.
كان الحديث نادرا عنها كما كان الحديث نادرا في القرآن "عن الأصنام والأوثان والأنصاب" 23 قلّتها لا تتضمّن تحريما صريحا لها إلاّ إذا كانت بمعنى التماثيل أو كان لها ظلّ كالأصنام، وَرَدَ أنّ أشدّ الناس عذابا عند الله يوم القيامة "المصوّرون ومن يضاهون بخلق الله وكان كلّ مصوّر سيكلف يوم القيامة أن ينفخ فيها لكن بدون جدوا. نهيّ التّصوير بعلّه التّشبّه بالخالق فيما ينفرد به، وهو الخلق وإلتباس الصورة بصور المخلوقات ورد هذا في بعض الأحاديث الصحيحة من مثل حديث على بن أبي طالب وحديث عباس بن الوليد.
بينما يقابله من ناحية أخرى ما وضعوه الفقهاء من شروط معادل السماح بالتصوير والتي تتمحور حول:"أن تكون الصورة لشيء سواءً كان عاقلا أو غير عاقل والتصوير المباح فقط كالسفينة بمعني الجماد...أي أن يصور شيء مجسد لا ظلّ له فإنّها لا تحرم...، ويحرم تصوير ذوات الأرواح...، وإنتشر بذلك الطابع الزخرفي الذي تجرّد من كلّ تمثيل بالصّورة لأيّ موضوع قصصّي أو رمزّي له صلة بالأحداث التأسيسيّة الموظف في زخرفة الكنائس. وتواصل هذا الطابع وأصبحت قاعدة لم يتخلّوا عنها مع الإبتعاد عن كل كائن حيّ ذو نفس في زخرفة المساجد وأبقى على عالم النبات، وترسّخت هذه في سائر المساجد من بينها الصور التالية (الصورة عدد 05 و 06)
المزخرفون الفسيفسائيّون بتصوير الأشجار والصّخور والطبيعة والأشكال الهندسيّة الزّخرفيّة، لذلك إعتبر الإسلام الصورة مجرّد تمثيل جامد لايمكنه أن يكرر الأصل، إنّ الحقيقي في التصوير الإسلامي ليس التقرب من الحواس وإنّما تجاوز لكل حسّية، إنّه المتعالي الذي يمتلك لوحده حقيقة وماهية الوجود ومحركها الأساسي "الروح".
ظّلت هذه الأخيرة غير واضحة في تحاليلها إلي أن برزت في الديانة المسيحيّة وغدّت الصورة عكس ما صارت عليه الآراء قِدمًا وبلغت أوجه إزدهارها وعُرِفَت عندهم بالأيقونة الدينية الأسخاتولوجية لإرتباطها بفن الليتروجيا الموضح لأحداث التدابير الخلاصي وأحداث الكنيسة، ومثلت خصائصها سلطة السلط فهي "الكلّ المكتمل المركب الذي يشمل الجانب الحسّي والعقلي والمعرفي والإبداعي"24، " تستخدم في الإشارة إلي الصور المسيحية"... إرتقت من مفهومها الضيق لتحوم في عالم أرقي من العالم المحسوس عبر طقوس دينية، تكرم هي وتبجل داخل الكنيسة لما إحتوته من أحداث دينية كالميلاد والعماد، يتشبع عبرها المؤمن بروح الصلاة والعبادة آخذة بيده إلى حياة عتيدة محولا كل ما هو جسداني إلا ما هو روحي. 
هي كلمة يونانية تعنى ( الصورة = الأصل) الإثنان واحد، والمقصود بها الصورة الشخصية للإمبراطور أي لوحة المجد، لكن سرعان ما أخذت هذه التسمية معنى أخر في الإصطلاح الكنسي وأصبحت تصنع وفق أساليب لاهوتية مدشنة ومخصصة تخدم أغراض العبادة بمواضيع "دينية"25، تعد أوّل درجة من درجات الملكوت الإلهية لا تمثل لحظة قابلة للزوال وإنّما نافذة مفتوحة إلى اللانهائية، ليست تجسيم وإنّما تجسيد الرؤيا في الإيمان والثّقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري، تتألف حروفها من لون وخط لذلك هي لغّة الأخر... 
- من سماتها أنّها ترفض قواعد المنظور المألوفة ذات الرؤية المجسمة ثلاثية الأبعاد لتقدم جماليّة دينية متكاملة بالإستناد إلى عناصر تأليفية من "حركة ولون وبناء" لخلق صورة نمطقية تكشف للمؤمن بنية ومحتوى عقائدي سليم، هذا ما هو إلى نغم لحن كنسي مع جملة الألوان تساعد على ترسيخ الإيمان والمعرفة في الشعب.
- تعلم العامّة والبسطاء من القوم بطريقة عمليّة تتناسب مع عقلياتهم وما ينطوي عليه الكتاب المقدس من آيات، غرضها تذكير المؤمنين بأصحاب تلك الأيقونات وجهادهم إستناد على ما جاء في الكتاب المقدس" اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. أنْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ"26 ، حرم الله تقديس تلك الصور والسجود لشخصها دون فهمها "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ"27 هكذا نجد أن تعاليم العهد القديم إرتكزت على تحريم صنع التماثيل والصور وتواصل هذا التحريم أيضا حتى بعد مجيء السيد المسيح...
- تمتد الأيقونة في الفكر اللاهوتي لتعبر عن المرئيات المروحنة أو عن الأشخاص في حالة الغبطة الإلهية، بها تلتئم أجزاء الفرد الداخلية المتفرقة في الحياة للتركيز على الحقائق الإلهية والروحية، لذلك فهي وسيلة للتعليم"28 أي الإعلام عن المقصد الإلهي وغذاء للعقل...، تكمن أهمّيتها في كونها نصّا مفتوحا وعظات وكتب مرسومة مسجّلة بلغّة سهّلة وبسيطة، "همزة الوصل بين النور الإلهي وروح الإنسان"29 يلتمس فيها المتعلّم ما تعجز الكتابة في الإفصاح عنه، يَنفذ بها المؤمن إلى العالم الآخر حيث لا سيطرة لا زمان ولا مكان، ويثقف شعب الله بلّغة الألوان البسيطة(الصورة عدد07 و (08
عدد09) :أيقونة القديس بطرس الرسول (الصورة عدد10): أيقونة القديس بولس الرسول
القياسات75 * 50 : سم القياسات75 * 50 : سم
المادّة :أيقونة مرسومة على لوح خشبي القرن : الثامن عشر الميلادي مكان الحفظ: المتحف القبطي

وعلى الرغم ممّا عايشته "الأيقونة "37 الدينية المسيحيّة من إنشطارات وإنجذابات وقمع من أباطرة الرومان، إلاّ أنّها إستطاعت برموزها وأحداثها المستوحاة من الكتاب المقدس أن تظّل مرتبطة إرتباط وثيق بالخطاب الديني والحاجيات الروحية للمتقبل وظلّت صامدة وأثبتت وجودها برمزها الدينيّة.
لكن سرعان ما شهدت هذه النزعة تقهقر منذ بدايات عصر النهضة الأوروبية وتقدم العلوم مقابل تراجع الدّين وتحررها من المؤسسة الدّينية، ساهم هذا في خروجها من حيزها الضيق لشمول مجالاّت أخري تقدم فيه الصورة خطابا مستقلا من خلال إستقلالية صانعها.
فهل بشمول الصورة مجالات عدّة سيكون هذا عامل من عوامل تراجع مكانة الأيقونة الدينية؟ أم أّن مجتمعها سيسعي إلي الحفاظ عليها حتى في ظّل هذه التطورات؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.