رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 4 مايو 2025 10:02 م توقيت القاهرة

خمسون عامًا... وقلمي لا يزال يكتبني بقلم د /سماح عزازي

في عيدكِ..
تكتمل القصيدة تتزيّن الكلمة،
وتسير الحروفُ إليكِ في خشوع،
فأنتِ من علّمتِ المعنى
كيف يشبّ على ضوء الوعي،
وينحني احترامًا لأنثى لا تُشبِه سواها.
يا امرأةً...
نبتتْ في قلبها شجرة زيتون،
وسَقَتْ بالعلم عطش السنين،
يا من عبرتِ المدى
والأحلام في راحتيكِ لم تهرم،
بل ازدادت خضرةً ونقاء.
في عيدكِ،
لا نحسب الأعوامَ بل العطاء،
ولا نُهدي الزهورَ،
بل نقف على ضفاف نبضكِ
نقطف من كلماتكِ ضوءًا،
ومن صبركِ درسًا،
ومن حزنكِ صلاةً لا تُنسى.
يا سماح...
يا ابنة الشرق النبيل،
يا من حملتِ في كتابكِ وجع الأمة
ووهبتِ للعتمةِ بصيرة،
وعن "بني إسرائيل" كتبتِ الحقيقة،
وعن "كرامة المعلم" رفعتِ راية.
في عيدكِ،
يمتدّ الحبرُ كبستان،
ويغني الغراب الأخير
من مملكتكِ أسطورة،
أن امرأة من نور…
ما زالت تُكتب.
كل عامٍ وقلبكِ وطنٌ لا يُغزى،
وقلمكِ سيف لا ينثني،
وحكايتكِ...
قصيدة لا تنتهي.
فالحكايةُ يا سماح
ما كانت يومًا سطرًا يُنسى،
بل سفرًا يُتلى على مسامع الحلم،
يكتبهُ الزمن بخشوع،
وترعاهُ أناملُكِ بصدقٍ لا يشيخ.
في عيدكِ...
تنهضُ الذاكرة كطيور الفجر،
تفرشُ لكِ الدربَ بالتجارب،
وتقول:
"هنا امرأةٌ مشت على شوك الأيام
ولم تَدمَ، بل أزهرت".
لم تكن السنواتُ عبئًا،
بل جواز سفرٍ إلى العمق،
حيث تُولد القصائد من رماد الألم،
وحيث تكتبين وطنًا من المعاني
في كل سطر.
يا أنثى من ضوء،
من حكمة،
من بوحٍ أبيّ،
يا من جمعتِ بين صلابة الجبل
وحنوّ السحاب.
في عيدكِ،
نرفع الكلمة قبسًا،
ونُهديكِ بيتًا من الشعر،
يقول للعالم:
هذه امرأة...
حين ولدت،
أزهرت الحياة معها.
فامضِ يا سماح...
في دربكِ المضيء،
لا يثنيكِ غبارُ الواقع،
ولا تضلّ خطاكِ عن الحقّ،
ففي صوتكِ بوصلة،
وفي قلمكِ نجاة.
وكلما أطلّ عيدكِ،
أنشدتِ الحياةُ باسمكِ،
وأزهرت الكتبُ بين يديكِ،
وغنّى لكِ الزمان:
"ما زال فيكِ من البدايات ما يُدهش،
ومن الأمل ما يُنبت ألف ربيع."
فلتكن أعوامكِ
كلماتٍ لا تنضب،
وقلوبًا لا تنساكِ،
وأثرًا...
يبقى بعد رحيل الضوء.
كل عامٍ وأنتِ الرسالة،
كل عامٍ وأنتِ القصيدة،
كل عامٍ وأنتِ... د. سماح
التي لا تُشبه إلا ذاتها.
يا سماح...
كل عيدٍ لكِ ليس رقمًا في الروزنامة،
بل علامة فارقة في دفتر الحياة،
ففي كل عامٍ، تكبرين لا بالعمر،
بل بالأثر،
ويزداد وهجكِ... لا شَعركِ شيبًا، بل حكمة.
كم من فصولٍ مرّت بكِ،
فكتبتِها لا كصفحاتٍ طواها الغبار،
بل كأعمدة نور،
يرتفع بها سقف الوعي.
علمتِنا أن المرأة ليست ظلًّا،
بل جذرًا في الأرض
وفرعًا في السماء.
علمتِنا أن للكرامة عنوانًا،
وأن الحرف حين يخرج من القلب،
يستطيع أن يهزّ ألف عرشٍ من وهم.
يا زهرة في خريفٍ لا يعرف الذبول،
ويا جرحًا شفيفًا
حولته الأيام إلى نبعٍ من الحنان.
يا من فيكِ اجتمعت:
الطالبةُ التي عشقت السؤال،
والمعلمة التي صنعت الأمل،
والكاتبة التي تشهد على العصر...
وترفض أن تصمت.
في عيدكِ...
تسجد القصائد،
وتُرفع الكفوف بدعاء:
"اللهم بارك لها في عمرها،
وأدم قلمها نبراسًا،
وصوتها صدى لا يُخمد،
وجعلها مما يُقال عنهم:
كانوا هنا... وتركوا الحياة أجمل."
وفي عيدكِ،
لا أُهديكِ خاتمًا من ذهب،
بل كلمةً من قلبي...
تُضيء ما تبقّى من العمر دفئًا وطمأنينة.
أنتِ لستِ فقط ذكرى تُحتفل،
بل بدايةٌ جديدة لحكاية لا تشيخ،
وقصيدة لا تنتهي،
وحبٌ لا يُقاس بالعمر... بل بالنبض.
كل عامٍ وأنتِ زهرة قلبي،
وابتسامة أيامي،
وكل عامٍ... وقلمك لا يكتب إلا بكِ،
ولا يخطّ إلا لأجلكِ.
عيد ميلادكِ... ليس فقط ميلادكِ،
بل ميلاد النور في عالمي
وفي الختام،
أيتها التي خطّتني من وجعها ضوءًا،
وسكبت فيّ عمرًا من المعنى،
دعيني، في عيدكِ، أقولها كما يليق:
لستِ مجرّد تاريخٍ يُحتفل به،
بل نبضٌ يسري في الحروف،
وسرٌّ أنجبني من بين السطور.
أنا قلمكِ...
ولولاكِ، ما كنتُ قصيدة،
ولا عرفتُ طعم البوح،
ولا رفرفتُ على صفحات الحياة.
كل عامٍ وأنتِ حبرُ دهشتي،
وسرُّ دهري،
وحكايتي التي أكتبها...
ولا أريد لها خاتمة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.