بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024
أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن من أسباب التفريط في الأمانة هو ضعف الوازع الديني لدي كثير من الناس.
فلو كان هناك وازع من الدين يردع صاحبه ويزجره كلما هم بالتفريط فيما أوكل إليه من أمانة لعاشت الأمة في خير عظيم وأمن وارف، ومن أسباب التفريط في الأمانة هو دافع الإنتقام سواء من رئيس أو صاحب عمل، ولا شك أن هذا الأمر لن يضر أولا وآخرا إلا من فرط في الأمانة لعظم قدرها وكبير خطرها فمهما حصل من سوء تفاهم بين الرئيس والمرءوس والعامل وصاحب العمل والزوجة وزوجها، فليس معنى ذلك أن يفرط هذا أو ذاك فيما أنيط به من أمانة ومسؤولية، فليحذر المسلم من عاقبة ذلك فالعاقبة وخيمة والخاتمة سيئة والعياذ بالله، ولقد كان هناك خبرا منذ أكثر من عام وهو أن أب أقام مع ابنته علاقة جنسية برضاها لمدة أربع سنوات، وأنجبت منه طفلا، فيا للهول من هذا الخبر.
كيف خانت هذه البنت أمها مع أبيها؟ وكيف خان هذا الزوج زوجته مع ابنتهما؟ وكيف خان نفسه أولا بهتك عرضه وعرض ابنته؟ إن هذا شيء لا يصدقه عقل، كيف إستطاع هذا الأب أن يفعل هذا بابنته؟ وكيف تخلت هذه البنت عن شرفها ومستقبلها، وأقامت علاقة مع والدها؟ إن هذا فيما يبدو وكأنه شيء له علاقة بشيء خارجي يؤثر في هذه الناس، التي كانت في أصلها تبدو صالحة، ولكن شيئا ما تغيّر، وحولّهم لشياطين إنسانية، ربما تكون من الأفلام التي يشاهدونها، أو من تعاطي المخدرات، أو ربما تمّت برمجة عقولهم من خلال جهة معادية كالماسونية أو غيرها، فنحن لا ندري ما الذي حدث معهم، ولكننا هنا نحاول تقريب الحقائق، فذلك شيء مفزع للجميع، أن يتغير الإنسان فجأة، وربما كانوا يبدون على غير أشكالهم والله أخرج ما بدواخلهم، والله أعلم.
فهو وحده العليم وهو من سيحاسب الخلق، ويقتص لبعضهم من بعض يوم القيامة، وله الأمر من قبل ومن بعد، ولم أقصد بذكر بعض هذه الاحتمالات محاسبتهم أو مقاضاتهم، بل أحاول فهم ما الذي يمكن أن يغير الإنسان فجأة لأن هذه مشكلة إجتماعية عويصة تهجم على مجتمعاتنا المسلمة، ولا ندري سببها، فالأولى والأجدر بالناس وخصوصا الباحثون الإجتماعيون وموظفو الدولة بحث ما جرى وكان مع أصحاب هذه الجرائم لفهم الأسباب والمسببات، ومن ثم محاولة حلها وعلاجها بطرق منطقية وفعّالة بعد الدراسة والتمحيص، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا وأستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق جديد