رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 أكتوبر 2025 1:40 م توقيت القاهرة

عماد التعاون على البر والتقوى

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأخوة في الإسلام، وأنها سلم للوصول إلى الدرجات العلا يوم القيامة وسبب في دخول الجنة فلا تجد وجوه المتحابين في الآخرة إلا نيرة وقلوبهم آمنة، لا يحزنهم الفزع الأكبر وصدق نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حين قال " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا" رواه مسلم. 

وأنها عماد التعاون على البر والتقوى، ذلك أن الأخوة قوة إيمانية تورث المحبة والثقة والإرتباط الذي بدوره يولد أصدق العواطف في إتخاذ مواقف إيجابية من التعاون والإيثار والرحمة والعفو والتكافل وفي إتخاذ مواقف سلبية من الإبتعاد عن كل ما يضر الناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وكما أن الأخوة طريق النجاة من وعيد الله تعالى الذي توعد الله به من آثر الحياة الدنيا على محبته سبحانه وتعالى حيث قال جل وعلا كما جاء في سورة التوبة " قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " وكما أنها تعتبر سببا من الأسباب الجالبة لأجور عبادات أخرى لا تحصل إلا بها.

فمن ذلك المصافحة وهي من أسباب مغفرة الذنوب، كما جاء ذلك في الحديث عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر الله لهما قبل أن يفترقا " رواه أبو داود، وكما أن من أسباب مغفرة الذنوب عيادة المريض، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من عاد مريضا أو زار أخاله في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا " رواه الترمذي، وكما أن فيها السلامة من الخسران في الدنيا والآخرة حيث قال تعالى " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " وكما أنها إحياء التزاور بين الأحبة في سبيل تحقيق المحبة لله تعالى ويشهد لذلك قوله عليه الصلاة والسلام " وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ "

وبها تحقيق مبدأ السلام بين المتحابين، فهو من كمال الإيمان قال عليه الصلاة والسلام " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم، وأيضا تبادل النصيحة بين الخلان والأحباب وهي مما يبعث في المسلم شعورا يكون به مرآة لأخيه، فإن وجد فيه خيرا شجعه وإن وجد غير ذلك أسدي إليه النصحية بالحسنى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة، قلنا لمن يارسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم، ورحم الله أمير المؤمنين الفاروق عمربن الخطاب يوم قال " رحم الله امرءا أهدى لي عيوبي " نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
15 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.