رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 16 أبريل 2024 6:33 م توقيت القاهرة

عيد صالح افتح ياسمسم..الفراشة والزهرة

كانت الفراشة كعادتها ترف بين الأزهار ، تشتم رائحة الورود وتشرب من رحيقها وتغني بسعادة وفرح .

كل يوم على هذا الحال حتى حط طائر حسون على غصن شجرة وفتح منقاره إلى أخره وظل يضحك بلا انقطاع :
_ هاهاها .. هاهاها.. هاهاها .. هاهاها..هاها ..
حتى يئست الفراشة أن يتوقف عن الضحك ، فطارت ورفت بالقرب منه وسألته بصوت هامس :
- هل هناك شيء .. ؟
وانقطعت عن الكلام وظلت تنظر إلى نفسها باستغراب . 
- أقصد ..
هكذا قالت ولم تكمل كلامها بعد أن تضخمت ضحكات الحسون كفيل ضخم وملأت أذنيها عن أخرهما ولم تعد تسمع شيئا آخر غيرها .
لكن طائر الحسون الصغير أغلق فمه وأطبق على منقاريه قبل أن يقول بجدية تامة :
- أوه مسكينة يا صديقتي ..
كيف يمكنك أن تعيشين في الحياة وتستمتعين بها دون أن تكون بحديقتك زهرة نرجس واحدة ؟.
وتركها وحلق عاليا خلف ديمة صغيرة .
ألتفتت الفراشة حولها ثم طارت بعيدا وتحت عينيها حفرت الدموع حفرة كبيرة بحجم الأسى الذي كانت تشعر به .
وظلت تردد في نفسها ( كيف أعيش في حديقة بلا زهرة نرجس واحدة ؟ ) .
ولم يعد باستطاعتها أن تستمتع برائحة الورود أو باستنشاق العبير أو بارتشاف الرحيق حتى ذبلت وانطفأت ألوانها الزاهية .
بينما الفراشات حولها كن ترقبنها وتتعجبن ، كيف للفراشة المسكينة أن تأسى على غياب زهرة وحيدة عن حديقتها وتنسى كل الورود الجميلة التي تزهر بها الحديقة . 
حتى لو كانت زهرة نرجس ؟!

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.