صابر محجوب
المنيا – مغاغة – خاص
تغرق قرية العور التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا يومًا بعد يوم في مياه الصرف الصحي، وسط صرخات واستغاثات لا تجد من يسمعها، لا من المسؤولين في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا، ولا من الشركة القابضة، ولا حتى من محافظة المنيا.
المأساة، كما يرويها المواطن عبد العظيم عبد الحميد، بدأت منذ سنوات مع تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية، والذي تبيّن لاحقًا أنه تم بشكل غير مدروس، حيث لم يُراعَ التفاوت في منسوب الأرض بين أجزاء القرية: "القرية فيها مناطق مرتفعة وأخرى منخفضة، والمنخفضة كل شوية تغرق لما المواسير تسد. الشوارع والمنازل بتغرق بالمجاري وأولادنا في خطر."
ولم تتوقف الكارثة عند التنفيذ السيئ فقط، بل امتدت لتشمل أخطاء جسيمة في الاستلام، إذ يشير الأهالي إلى أن المشروع تم استلامه من قبل الشركة القابضة رغم العيوب الواضحة في التصميم والتنفيذ.
أما أحمد نادي فيؤكد أن الحلول المقدمة من الشركة لا تتعدى كونها "مسكنات"، مضيفًا: "كل شوية يتبعتلنا عامل بسيخ حديدي، يسلك المواسير، وياخد 'الشاي' — يعني فلوس من الأهالي — ويمشي. مفيش أي حل جذري."
حسن عمر، أحد شباب القرية، عبر عن استياءه قائلًا: "كل يوم نفس المشكلة. مفيش مسؤول سائل فينا. المحافظ بيتابع كل حاجة إلا حالتنا!"
ويكمل المواطن عادل عبد الحميد: "الأطفال معرضين للأمراض، الروائح لا تُطاق، والناس الكبيرة اللي عندها ربو وحساسية حياتها في خطر، ده غير الحشرات والبعوض اللي بقت جزء من يومنا."
كما يلفت أحمد ناصر إلى أن المشكلة تفاقمت بسبب غياب أغطية البلاعات، ما يؤدي إلى سقوط الأتربة والمخلفات داخلها وزيادة معدلات الانسداد.
ويرى الأهالي أن العامل الذي يُرسل إليهم لا يملك المعدات أو الصلاحيات الكافية، وأن الوضع يتطلب تدخلاً حقيقيًا باستخدام سيارات الضغط والتطهير الميكانيكية، وليس أدوات بدائية لا تتناسب مع حجم الكارثة.
ويطالب الأهالي عبر جريدتنا بتشكيل لجنة فنية محايدة من قبل محافظة المنيا والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لتقييم الوضع على أرض الواقع، ووضع خطة عاجلة لمعالجة المشكلة جذريًا.
ويختم عبد العظيم عبد الحميد بقوله: "نحن لا نطلب رفاهية، نطالب فقط بحقنا في الحياة الآمنة. المشروع قديم، والاستلام تم رغم العيوب، والخطر الصحي بيكبر كل يوم. نناشد من خلالكم رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة التنمية المحلية، ومحافظ المنيا، ورئيس الشركة القابضة – أنقذوا قرية العور قبل أن تتحول لبؤرة أوبئة تفتك بالأهالي، خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والجهاز التنفسي."
"جريدتنا ترفع أصوات المواطنين إلى كل مسؤول شريف، فهل من مجيب؟"
إضافة تعليق جديد