رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 19 أبريل 2025 1:27 م توقيت القاهرة

كيف نقضي على الادمان ؟ بقلم جمال القاضي

تعاني معظم دول العالم من ظاهرة الادمان وتجارة المخدرات، هذه الظاهر كانت انعكاسات لما يشاهده الشباب من مشاهد الأفلام السينمائية وماكان فيها من ادوار تعلم منها الشباب كيف يتداول ويتعاطى المخدرات وكيف يتاجر فيها ظناً وظنه كان حقيقة وواقعا ان من يسلك هذا الطريق في تجارتها كان له النفوذ والغنى وجني الأموال جنيا سريعا مثلما كان مما ماصنعته افلام محمد رمضان ودورها السيء في انتشار ظاهرة العنف والبلطجة وكيف افسدت هذه المشاهد لتجارة المخدرات بأفلامه وغيرها للكثير من الأفلام العربية عقول الشباب من الجنسين وكيف شوهت الصورة الجميلة التي كانت بالأمس .
ومن اهم الآثار التي صارت كصفة سلبية راح يتصف بها شبابنا وهي العنف السلوكي وتناول المخدرات والتي باتت ظاهرة عادية بالنسبة لهؤلاء الشباب، كم سهل لهذا الادمان كثرة الاتجار في المواد المخدرة وتنوع اصنافها تحت غياب الرقابة من المسؤلين والاسرة
هذه الظاهرة تكلف الدولة تكاليفاً باهظة لعلاج المدمنين من الشباب في المصحات
لكن ماهو السبيل للخلاص من الادمان والقضاء عليه وخاصة في مرحلة الشباب ؟
اولا : سن القوانين والتشريعات التي من شأنها تغليظ العقوبة على من يتعاطى المخدرات لتصل الى عقوبة الإعدام
وربما يتعجب البعض لهذا الطلب من تغليظ العقوبة، لكن لدينا مبررات تجعلنا جميعا نوافق على اقصى عقوبة وهي الاعدام لكل مدمن. فهذا الشاب المدمن سوف يتحول بعد مرور وقت قليل من تعاطيه للمخدرات وادمانها الى مجرم، نعم مجرم فهذا الامان سيجعله سارقا، يسرق مال اسرته ثم يتجه بنواياه الدنيئة لقتلهم حتى يسلب المال او يرث ماتبقى منه، او يتحول بعد ذلك الى عاق لوالديه او يرتكب ابشع المعاصي من زنا لمحارمه وهتك الاعراض ومطارة الفتيات والزوجات، وكل هذه الجرائم عقوبتها تصل الى الاعدام فالاولى تخليص هذا المجتمع من هذه العقول الفاسدة التي تنخر في بنيان المجتمع وتفكك تماسكه .
هذا المدمن هو شخص اصبح عبء على اسرته، عبء على المجتمع، لافائدة في حياته، فهو يعيق حياة الآخرين، اصبح مصدر للخوف، يرهب غيره بغياب عقله ويقتل امان الآمنين، ويروع الفتيات بمطاردتهم دائما .
ثانيا : قيام الدولة بدورها من سرعة ضبط ومحاكمة من يروج ويتاجر في المخدرات واحكام القبضة على المنافذ التي قد تتسرب من خلالها الى داخل الدولة لتحكم غلق هذا الصنبور الذي لم تنقطع عنه ابدا هذه التسريبات مرورا من طرق غير مشروعة وخفية لتروي عقول واجساد الشباب فساداً وسموما تذوب في دمائهم
ثالثا : اجراء تحاليل طبية لسائقي السيارات والتوك توك وهذا الأخير هو اكثر الفئات تناولا وترويجا للمخدرات عن غيرهم، فصرنا جميعا نراهم وهم يتناولون المخدرات في كل مكان، وليس صعبا ان نكرس كل الجهود لهذا الأمر حتى وان كثرت الاموال التي تنفق في ذلك لكن بشرط ان تتم بصورة مفاجئة وعشوائية ومحاكمة كل من يثبت ادمانه وتعاطيه للمخدرات فورا
ربما نسمع عن تحليل المخدرات للموظفين والسؤال هل هذا الموظف البسيط العائل لأسرة والذي سهر عليها متنقلا بين أكثر من عمل ووظيفة وتعب من أجل ان يحصل على المال ليكفيها فقط من طعام يسد جوعها وشراب يروي ظمأها ان يصبح بعدها لديه فائضا من هذا المال ليشتري به المخدرات ؟ بالتأكيد لم يفيض لديه مال حتى يشتري بها ماتحتاجه الاسرة للعيش البسيط
ليس هناك منفذا للخروج من هذه الدائرة ومافيه من مظاهر غريبة من سوء الخلق والسلوكيات العشوائية، والقتل الجسدي الناتج عن الادمان الا باقتلاع جذورها ولنبدأ مع الشباب بالتحليل للمخدرات وكذلك ضبط ومحاكمة تجار المخدرات والمعلوم للجميع من هم، فهم كالشمس تغمض كل عين مهما كان ابصارها اذا راحت تبصرهم وتحرق وجوههم بحرارتها اذا ظلت تنظر اليهم لوقت طويل فهم كالجذور الممتدة للأعماق اوشكت ان تتشابك لتلتصق وتصبح كنسيج لايسمح لجذور شجرة مثمرة ان تمتد بينها فصارت الأرض التي تنبت فيها ارضا مسمومة لازرع فيها ولاثمر غير الاجرام والفساد .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.