رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 7:56 م توقيت القاهرة

لم يعد أمامهم سوى لطم الخدود وشق الجيوب .. "عايزين نتثبت يا سيادة الرئيس" .. صرخة العاملين بالساركى فى المنيا

يعملون منذ 20 عاما .. ومرتبهم 150 جنيها وليس لهم أى إجازات  !

 تقدموا بمئات الشكاوى وسافروا للقاهرة 100 مرة .. والمسئولون : "اصبروا شوية "

كتب: سعيد نصر

يعانى العاملون فى الادارات الزراعية بمحافظة المنيا ، وغيرها من المحافظات بنظام الساركى الأمرين ، خاصة أنهم اشتكوا لـ" طوب الأرض" طوال السنوات الماضية من أجل تثبيتهم أو النظر إليهم بعين الرحمة ، ولكن دون جدوى ، برغم أنهم يعملون منذ مدد طويلة تتراوح ما بين 10 سنوات و24 عاما . 

هؤلاء محكوم عليهم أن يظلوا فى طى النسيان وخارج حسابات الحكومات وأن يتقاضوا مرتبات لا تتعدى 150 جنيها شهريا ، ولا يتقاضون أجرا عن أيام الجمع والإجازات ، والعجيب أن ذلك يحدث فى دولة قامت بها ثورة على مرحلتين ، أكدت خلالهما على مبدأ ومطلب تحقيق العدالة الاجتماعية.

وأخطر ما فى مشكلتهم أنهم لايتمتعون بأى حقوق  أو مزايا ، سواء كانت صحية أو اجتماعية ، والأخطر من كل ذلك أن الذى يمرض منهم أو يضطره ظرف قاهر للغياب ، تكون النتيجة الحتمية الاطاحة به خارج العمل ، لأنه ليس لهم إجازات إعتيادية أو مرضية ، وقد حدث ذلك بالفعل مع موظفة بالإدارة الزراعية بأبو قرقاص قادها حظها العثر إلى الزواج والحمل ، وأطيح بها من العمل لأنها غابت أسبوعا بسبب الانجاب ، وكان ذلك منذ 5 سنوات ، حيث رفض المسئولون المعنيون عودتها ،  وكأنها فعلت جريمة ، وكأن المطلوب من السيدات العاملات بهذا النظام الغريب والمجحف أن تترهبن من أجل العمل !

وأغرب ما فى الموضوع هو أن هؤلاء العاملين الذين يصل عددهم بالمئات وأغلبهم من النساء فاتهم قطار التعيينات الذى استمر يعمل ببنزين ثورة 25 يناير لمدة عامين كاملين ، والذى لحق به كل مدرسى الحصة والعقود والعاملون المؤقتون فى وزارات ومؤسسات كثيرة  ، وبرغم أن  د. أيمن فريد أبو حديد تولى حقيبة وزارة الزراعة على خلفية تداعيات ثورة 25 يناير – 30 يونية، وبرغم أنه كان على دراية كاملة بهذا الملف ، بحكم عمله السابق كرئيس لمركز البحوث الزراعية ، إلا أنه لم يحرك ساكنا أمام هذه المشكلة .

 هؤلاء لم يعد أمامهم سوى "شق الجيوب واللطم على الخدود" بسبب تجاهل المسئولين لهم ولمطلبهم بحقهم فى التثبيت والتعيين ، برغم أنهم تقدموا بشكاوى لمعظم الجهات ، وفى كل عهود الحكم بدءا من مبارك وانتهاءا بالرئيس السيسى ، لدرجة أنهم كانوا ولا زالوا يأتون إلى القاهرة بمعدل 6 مرات كل عام ، وذلك لتقديم شكاوى و استجداء المسئولين عن التعيينات المتواجدين فى ادارة الفحص والاعتماد بمركز البحوث الزراعية ، وفى كل مرة كان يقال لهم – على حد قول نصر عباس على ، أحد العاملين" معلش اصبروا شوية .. صبرتوا كتير .. فات الكتير ما بقى الا القليل" ، والغريب أنهم كانوا يفاجأون بأن غيرهم تم تعيينهم برغم أنهم أحدث منهم ، وبرغم أن بعضهم كان قد تم تعيينه منذ عام أو شهور ، وذلك فى العهود التى سبقت فترة حكم الرئيس السيسى ، الذى يعولون عليه كثيرا فى امكانية حدوث انفراجة فى مشكلتهم المستعصية.

وتقول أم هاشم حسنى ، أحدى العاملات بالادارة الزراعية فى أبو قرقاص : أعمل من منذ 24 عاما ، ولم يتم تثبيتى أنا وغيرى حتى الآن ، ولم يحرك أحد ساكنا أمام شكوانا برغم أننا سافرنا كثيرا للقاهرة  بمعدل 4 مرات سنويا  ،وكنا فى كل مرة نقدم شكاوى نطالب فيها بالتثبيت ، ولم نجد من المسئولين سوى كلمات أشبه بالمسكنات ، منها " "اصبروا شوية .. ربك كريم " .

وتضيف "أم  هاشم" : عندما كنا نسألهم فى ادارة الفحص والاعتماد عن سبب تعيين وتثبيت من هم أحدث منا ، وبرغم اننا أقدم منهم بأكثر من 15 عاما ، كانوا يقولون لنا " احنا منعرفش .. هما اللى بياخدوا .. مالكوش نصيب .. المرة الجاية هياخدوا الباقى".

وتؤكد "أم هاشم" أن هذا الأمر مرهق لهم ماديا للغاية ، فهم يتقاضون 150 جنيه كحد أقصى ، وهذا المبلغ لا يكفى لسفرهم من المنيا الى القاهرة مرة واحدة ، وهو ما يكشف أحد جوانب معاناة هؤلاء الذين يستحقون النظر الى مشكلتهم بعين الرحمة ، خاصة وأن لهم حقوق اقتصادية واجتماعية اكد عليها دستور 2014.

وتصرخ نجلاء محمود عاملة أخرى تعمل منذ اكثر من 20 عاما ،  قائلة " أحنا شغالين للمشاوير ، بنقبض 150 جنيه وبنسافر بيهم آخر الشهر لاستجداء المسئولين فى القاهرة دون جدى ، حسبنا الله ونعم الوكيل"

وتؤكد انهم سافروا للقاهرة عقب ثورة 25 يناير وتقدموا بشكوى للنائب العام الأسبق  المستشار عبد المجيد محمود  ، والتقى بهم وقال لهم "حاضر " واسمتع لشكواهم و حولها لنيابة قصر النيل بالقاهرة ، وارسل العاملون المضارون محاميا ، ولكن المحامى أبلغهم بعد فترة من الوقت ان المحضر تم حفظه .

ويكشف على سيد أحمد ،  أحد العملين بنظام الساركى منذ سنوات طويلة ،  جانبا آخر من جوانب المأساة ، وهى ان هؤلاء العاملين لو أن أحدهم دخل العناية المركزة لظرف طارىء ، وغاب عن العمل عدة أيام ، يتم فصله من عمله ، دون ادنى حقوق لعاملين ليس لهم ما يعرف بالإجازات المرضية .

هؤلاء العاملون بالادارة الزراعية بأبو قرقاص بالمنيا ، وغيرهم من العاملين بذات النظام فى محافظات أخرى منها الدقهلية ، يناشدون كل الجهات المعنية ، وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة والرئيس السيسى  ومجلس الوزراء  ورئيس مجلس الوزراء ووزارة الزراعة بحل مشكلتهم وتثبيتهم أسوة بباقى مواطنى الدولة الذين تم تثبيتهم فى السنوات الأربع الأخيرة .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.