رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 12 أكتوبر 2024 3:37 م توقيت القاهرة

«دراسات الإسلام السياسي»: «الدهس الجماعي» أحد أساليب «داعش» وحادث «نيس» سيتكرر

مصطفى حمزة: العمليات الإرهابية في أوربا تستهدف تجنيد عناصر متطرفة بداخلها

تنوع الأساليب الوحشية يربك حسابات الأجهزة الأمنية ويعمل على تشتيت عناصرها

التطرف العلماني في أوربا لا بد أن يقابله تطرف مضاد .. والتنظيم يسعى لإشغال الدول الأوربية بالإرهاب الداخلي

تكرار العمليات يخلق شعورًا لدى المواطن الأوربي بأنه دولته تفشل في تأمينه

كتبت : مروة العدوى

قال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام «داعش» ليس بعيدًا عن جريمة الدهس الجماعي الوحشية التي شهدتها مدينة «نيس» الفرنسية،  الخميس، مشيرًا إلى أن أسلوب الدهس أحد أساليب التنظيم الإرهابي التي حث عليها القيادي البارز طه صبحي فلاحة الشهير بـ«أبو محمد العدناني»، والذي شغل منصب المتحدث الرسمي باسم التنظيم، حينما قال في تسجيل صوتي يعود لعام 2014م: « إذا لم تنجح في إلقاء قنبلة، أو فشلت في فتح النار على مشرك من الفرنسيين أو الأمريكيين، يمكنك طعنه بسكين أو ضربه بالحجر أو سحقه بسيارة».

وأشار في بيان للمركز حول حادث «نيس» اليوم الجمعة، إلى أن تنوع الأساليب القتالية لدى التنظيم، هي استراتيجية معروفة لديه أكد عليها القيادي العسكري أبو بكر الناجي في كتابه «إدارة التوحش»، موضحًا أن تنوع الأساليب الإجرامية يربك حسابات الأجهزة الأمنية والجيوش النظامية، لأنها ستعمل على إرباك توقعاتهم في كل مرة، وتجعلهم متربصين لكل ما هو جديد.

وأضاف حمزة أن التركيز على أماكن تجمعات المدنيين أخذها «داعش» من تنظيم القاعدة الذي لجأ إليها بعد عام 2003م، مؤكدًا أن التركيز على هذه التجمعات يعمل على تشتيت قوات الأمن التي ستسعى بلا شك لتأمين جميع الأهداف المشابهة وأماكن التجمعات الأخرى، مما يدفع إلى خلو أو نقص أماكن أخرى من التأمين اللازم، ويسهل حينها السيطرة عليها من قبل التنظيم عن طريق الدخول في حرب عصابات مع قوات التأمين المتبقية في هذه المناطق، بالإضافة إلى اشنغال هذه الدول بمحاربة الإرهاب الداخلي، وترك التحالفات الدولية التي تواجه «داعش» في العراق وسوريا.

وأكد بيان مركز الدراسات أن تكثيف الهجمات داخل الدول الأوربية يعمل على إشعار المواطن الغربي بأن بلاده ليست آمنة وأن حكومته ضعيفة وغير قادرة على حمايته وتأمينه، مما يفقده الثقة في هذه الحكومات، ويزعزع العلاقة بين الشعوب والأنظمة الحاكمة، تمهيدًا لجرها للدخول في مرحلة شوكة النكاية والإنهاك التي وضعها التنظيم كمرحلة أولى لإدارة التوحش والصراع، ثم التمكين المزعوم.

ولفت حمزة إلى أن التطرف اليميني والعلماني في أوربا بوجه عام وفرنسا بوجه خاص أحد أسباب انتشار العمليات الإرهابية في العديد من الدول الأوربية كرد فعل طبيعي، مشددًا على أن العنف لا يولد إلا عنفًا، والتطرف لا بد أن يقابله تطرف مضاد.

وتوقع مدير مركز دراسات الإسلام السياسي في بيانه تكرار الحوادث الإرهابية في أوربا خلال الفترة المقبلة، منبهًا أن عددًا من العواصم ستشهد مزيدًا من العمليات التي تساعد التنظيم على ضم وتجنيد عناصر متطرفة جديدة تعوضه الضعف والتراجع الذي يواجهه في العراق وسوريا، لا سيما وأن متطرفي أوربا يميلون إلى العنف، وتجذبهم عمليات «داعش» الوحشية.

واختتم بيانه بالتشديد على أن عددًا من الدول الأوروبية تدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة، للقيام بعمليات في الدول العربية مقابل عدم ممارسة أي من هذه العمليات داخل بلادها، لكنها تجهل أن الإرهاب لا عهد له ولا أمان، وينقلب على الجميع.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.