رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 6 أكتوبر 2024 7:56 م توقيت القاهرة

أشد أمر في هذا الدين الإسلامي الحنيف.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 6 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له ما في السماوات وما في الأرض ومابينهما وما تحت الثرى أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، هو أخشى الناس لربه وأتقى، دلّ على سبيل الهدى وحذر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى، ثم أما بعد إن أشد أمر في هذا الدين الإسلامي الحنيف هي الأمانة، فبها يعلو شأن الإنسان، فقد رفع بها النبي صلى الله عليه وسلم شأن أبي عبيدة رضي الله عنه، فلَما أتى صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا ابعث معنا رجلا أمينا فأرسل معهم أبا عبيدة بن الجراح"
ومن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع أنه قال "ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها" وبسط يده، فقال " ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟" ثم قال "ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع " رواه أحمد وأبو داود، ومن عظمها أنها تؤدى للبر والفاجر قال ميمون بن مهران " ثلاثة يؤدين إلى البر والفاجر الأمانة، والعهد، وصلة الرحم" ولذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم عليّا في فراشه ليلة الهجرة المباركة لأداء الأمانات، ورد الودائع إلى أهلها، برغم ما فعلوه معه ومع أصحابه الكرام من إضطهاد وإيذاء ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا أن قيم الإسلام ثابتة لا تتجزأ ولا تتغير، فإنها الأمانة التي جعلت الملك يقول لنبي الله يوسف عليه السلام " إنك اليوم لدينا مكين أمين"
وجعلت إحدى المرأتين تقول عن نبي الله موسى عليه السلام " يا أبتي استاجره إن خير من استأجرت القوي الأمين" وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه "أصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة" وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لا تغرّني صلاة إمرئ ولا صومه، من شاء صام، ومن شاء صلى، لا دين لمن لا أمانة له" والهدف من هذا التعبير ليس تقليلا من شأن الصلاة والركوع والسجود والخشوع بل الهدف هو أن هذه الأمور ليست هي العلامة الوحيدة لإيمان الفرد بل هناك ركنان أساسيان لدين الشخص وهما الصدق والأمانة اللذان هما ثمرة العبادات والطاعات، ومن الأمانة العظيمة على كل مسلم في هذه الأرض هو حمل هذا الدين.
وإبراز محاسنه العظام وفضائله الجسام، وإفهام العالم كله بالعلم والعمل بالسلوك والمظهر وأن هذا الدين خير ورحمة عامة للبشرية، وصلاح للعالم يحمل السعادة والسلام والفوز والنجاة فمن أراد الفلاح والفوز والنجاح، فعليه أن يتسلح بهذا السلاح، إنه سلاح الأمانة، ومن إشتاق لمرافقة الرسل والأنبياء في الدرجات العلا، فليتخلق بخلقهم، إنه خُلق الأمانة، ومن أراد أن يكون من أولياء الله الصالحين، فليتصف بصفاتهم، ومن صفاتهم الأمانة، وقد كانت الأمانة سلوك أُمة، وشعار مجتمع، ودستور حياة، وتأمل كيف كانت الأمانة دستورا في حياة السابقين، فعندما فتحت فارس، وسقط مُلك الأكاسرة أرسل القائد الفاتح نفائس الإيوان إلى المدينة المنورة، كانت أكواما من الذهب والجواهر في حقائب بعضها فوق بعض.
حملت من المدائن إلى دار الخلافة، لم تنقص ذرّة خلال آلاف الأميال، وقال ابن جرير لما قدم بسيف كسرى مع بقية الكنوز، قال عمر "إن أقواما أدّوا هذا لذوو أمانة" فقال له علي بن أبي طالب "إنك عففت يا أمير المؤمنين فعفت الرعية" أرأيتم أحبتي، قوم ممزقة ثيابهم، مكسرة رماحهم، بهم من الظمأ والمجاعة ما الله به عليم، فدفعوا الأموال لعمر، فلما رآها بكى، وقال والله الذي لا إله إلا هو إن قوما دفعوها إليّ لأمناء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.