رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 4 مارس 2025 3:24 م توقيت القاهرة

ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، الحمد لله فرض الصيام طهرا للأنام، وصلة للأرحام، وبرّا للأيتام، ونشرا للمحبة والسلام، وبرّا بالفقراء والمساكين، وقربا من رب العالمين، الحمد لله كتب على نفسه البقاء، وعلى خلقه الفناء، وقدر ما كان قبل أن يكون في اللوح والقلم، وخلق آدم، وجعل من نسله العرب والعجم، جعل الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء، أما بعد نحن نعيش في أيام شهر رمضان المبارك وليالية ينبغي علينا بالتخلية قبل التحلية، فإن القلوب مملوءة بالسواد والظلمة طوال العام من أثر الذنوب والمعاصي، فهذا سب وشتم وغيبة ونميمة ونظر إلى حرام وشرب محرم وغل وحقد وحسد ونفاق وشقاق وسوء أخلاق وأكل حرام وفعل المنكرات وكل ذلك سبب في سواد القلب.

فتخيل كيف حال قلبك بعد أحد عشر شهرا من المعاصي والآثام؟ فيجب أن نخلى القلب ونجليه ونطهره من هذه الآثام والظلمات، قبل أن نحليه بالعبادة والطاعة، فلا يجوز إدخال القرآن والصلاة والذكر على مثل هذه القاذورات، حتى نطهر القلب منها، فهب أنك عندك قطعة أرض فضاء مملوءة قمامة تريد بناءها وتشييدها، هل ستحليها بالبنيان على ما هي عليه من قمامة أم تطهرها ؟ فهكذا القلب يحتاج إلى تخلية قبل التحلية، فعلينا أن نفتح صفحة بيضاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر وإجتناب ما نهى عنه وزجر، وعلينا أن نفتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة، وعلينا أن نفتح صفحة بيضاء مع المجتمع الذي نعيش فيه وكما علينا أن نعمل على سلامة الصدر مع المسلمين قبل رمضان.

والناظر إلى السنة المطهرة يجد أن سنة النبي صلي الله عليه وسلم عامرة بالنصوص المؤكدة على أهمية طهارةِ القلوب وسلامتها من الغل والشحناء والبغضاء، يسأل عليه الصلاة والسلام أي الناس أفضل؟ فيقول " كل مخموم القلب صدوق اللسان، فيقال له صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم هو التقي النقي، لا إثم ولا بغي ولا غلّ ولا حسد " رواه ابن ماجه، ويقول عليه الصلاة والسلام " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى، قال صلي الله عليه وسلم " إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين " رواه أبو داود، فالعبد يجتهد في الصيام والقيام وقراءة القرآن وصلة الأرحام والإنفاق وغير ذلك من القربات وكل ذلك يحلقه الخصام والشحناء والبغضاء. 

وفساد ذات البين بل إن أعماله لا ترفع ولن يغفر الله حتى يصطلح مع أخيه، فيا أيها المسلمون، الأعوام تتسابق والشهور تتراكض والأيام تتسارع، والليالي تتوالى والساعات تمرّ، واللحظات تكر، تشدنا إلى الله شدّا، وما من يوم ينشق فجره إلا وينادي مناد " يا بني آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فإغتنمني، فإني إلى يوم القيامة لن أعود" وها قد جاءنا شهر رمضان بنفحاته وبركاته وبشرياته وخيراته التي لا تعد ولا تحصى، فصيام وقيام، وليلة خير من ألف شهر، وباب الريان، وصدقة الفطر، والإنقطاع لله في الإعتكاف، وتلاوة القرآن، والجود والإحسان، وما أجمل ما يردده الناس في هذا الشهر كلمة "رمضان كريم"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.