رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 25 أكتوبر 2024 10:13 م توقيت القاهرة

ألا في الفتنة سقطوا

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 25 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، ثم اما بعد، إن قصص المنافقين في زمن النبوة لا تختلف مع قصص المنافقين في زماننا، فمن قصصهم ما صنعوا في غزوة بني المصطلق فقيل بعد الفراغ من شأن بني المصطلق وردت واردة المسلمين على ماء "المُريسيع" فازدحم جهجاه بن مسعود الغفاري أجير عمر بن الخطاب، وسنان بن وبر الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء، فإقتتلا، فصرخ الجهني يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه يا معشر المهاجرين، فغضب عبد الله بن أبيّ بن سلول، وعنده رهط من قومه، فيهم زيد بن أرقم الأنصاري وكان صغير السن. 

فقال عبد الله بن أبيّ أوا قد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعدنا وجلابيب قريش إلا كما قال القائل "سمّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" فأنزل الله تعالى كما في سورة المنافقون ليخبر رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم "يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون" وفي غزوة تبوك التي ظهر النفاق فيها جليا، ونزلت فيها سورة تبوك فاضحة المنافقين بصفاتهم، حيث كان من الطبيعي أن يتخلف المنافقون عن غزوة تبوك لما فيها من شدة وعسرة، حتى سميت غزوة العسرة، وهكذا بدأ المنافقون يختلقون الأعذار الواهية والحجج الواهنة، فهذا يعتذر من الإفتتان بنساء بني الأصفر، وآخر يعتذر بشدة الحر، فقال تعالى " ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا" 

وكما قال تعالي " وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون " وتجاوز بعض المنافقين حد الإعتذار، بل أخذوا يبثون الشائعات المثبطة عن الجهاد، فكان عبد الله بن أبيّ يقول يغزو محمد بني الأصفر مع جهد الحال، والبعد البعيد إلى ما لا طاقة له به، يحسب أن قتال بني الأصفر معه اللعب، والله لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال، فلما نزلت سورة التوبة فاضحة لهم ما زالت تنزل قائلة ومنهم ومنهم حتى خافوا أن يذكروا بأسمائهم، وقيل أنه كان بمدينة بخارى رجل سقاء يحمل الماء الى دار رجل صائغ مدة ثلاثين سنة وكان لذلك الصائغ زوجة في نهاية الحسن والجمال والظرف والكمال معروفة بالديانة موصوفة بالستر والصيانة‏، فجاء السقاء على عادته يوما وقلب الماء في البات أي في الوعاء المخصص لذلك. 

وكانت المرأة قائلة في وسط الدار فدنا منها واخذ بيدها ولواها وفركها وعصرها ثم مضى وتركها‏، فلما جاء زوجها من السوق قالت له أريد أن تعرفني أي شيء صنعت اليوم في السوق لم يكن لله تعالى فيه رضا فقال الرجل ما صنعت شيئا فقالت المرأة ان لم تصدقني وتعرفني فلا أقعد في بيتك ولا تعود تراني ولا أراك فقال اعلمي أن في يومنا هذا اتت امرأة الى دكاني فصنعت لها سوارا من ذهب فأخرجت المرأة يدها ووضعت السوار في ساعدها فحيرت من بياض يدها وحسن زندها فتذكرت هذا المثنوي في ساعدها سوار تبر وأري كنار يلوح فوق ماء جاري، ثم أخذت يدها فعصرتها ولويتها فقالت المرأة الله أكبر لم فعلت مثل هذا الحال لا جرم أن ذلك الرجل الذي كان يدخل البيت منذ ثلاثين سنة ولم نري منه خيانة أخذ اليوم يدي فعصرها ولواها. 

فقال الرجل الأمان أيتها المرأة مما بدا مني فاجعلني في حل فقالت المرأة الله المسؤول أن يجعل عاقبة أمرنا الى خير فلما كان من الغد جاء الرجل السقاء اجعليني في حل فإن الشيطان أضلني وأغواني فقالت المرأة امضي في حال سبيلك فأن ذلك الخطأ لم يكن منك وإنما كان من ذلك الشخص صاحب الدكان فاقتص الله منه في الدنيا‏، وكذلك ينبغي أن تكون المرأة مع زوجها ظاهرها وباطنها واحد وتقنع معه بالقليل إن لم يقدر على الكثير.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.