رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 1 يناير 2025 4:58 م توقيت القاهرة

أهل البدع والأهواء في شهر رجب.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 29 ديسمبر 2024
الحمد لله عز فإرتفع وذل كل شيء لعظمته وخضع وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الخلائق فأتقن ما صنع وشرع الشرائع فأحكم ما شرع، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله، أقام صرح الفضيلة ورفع ودفع أسباب الرذيلة ووضع صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل التقى والحياء والزهد والورع ومن سار على نهجهم واتبع ، وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن المحبة في الله تعالي لها آثار وتوابع ولوازم وأحكام سواء كانت محبة محمودة أو مذمومة ونافعة أو ضارة، ومن الحلاوة والشوق والأُنس والإتصال والقرب والإنفصال والبعد والصّد والهجران والفرح والسرور والبهاء والحزن وغير ذلك من لوازمها، فأما المحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وأخراه.
وهذه هي عنوان السعادة وتوابعها ولوازمها كلها نافعة لـه فإن بكى نفعه وإن حزن نفعه وإن فرح نفعه وإن إنبسط نفعه وإن إنقبض نفعه فهو يتقلب من مزيد إلى ربح في منازل المحبة، أما المحبة المذمومة التي نحن بصددها هي التي تجلب لصاحبها ما يضره في دنياه وأخراه وهي عنوان الشقاوة وتوابعها كلها ضارة مبعدة عن الله تعالي كيفما تقلب في منازلها فهو في خسارة وبُعد، ولقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رجب المحرم، وإن أهل الأهواء يزعمون أن لشهر رجب فضائل وكرامات، فيخصونه بقيام ببعض لياليه، أو صيام بعض أيامه، أو الذبح فيه تقربا لله على حد زعمهم، وهذا العمل مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يزعمون أن عمرة فيه أفضل من عمرة، فيما سواه، ويخصصون ليلة السابع والعشرين منه بإحتفالات وعبادات متنوعة.
بزعم أنها ليلة الإسراء والمعراج، وهذا لا أصل له صحيح، فلا يجوز تخصيص ذلك بشيء من العبادات، وكذلك تعظيم أول خميس فيه وقيام أول ليلة جمعة فيه وهي ما يسمونه بصلاة الرغائب وهذه كلها بدع في الدين ما أنزل الله تعالي بها من سلطان، وأما عن تغير الاشهر الحرم عند العرب في الجاهليه، فيقول الله سبحانه وتعالي "إنما النسئ زياده في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليوطئوا عده ماحرم الله زين لهم سواء أعمالهم" أي تاخير حرمه شهر لشهر اخر زياده في الكفر لانه تحريم ما أحله الله تعالي وتحليل ماحرمه الله عز وجل، فهو كفر مضموم الي كفرهم، زين لهم الشيطان أعمالهم القبيحه حتي حسبوها حسنه، والله تعالي لايرشد القوم الكافرين الي طريق السعاده، وكان اذاجاء الشهر الحرام، وهم محاربون شق عليهم ترك المحاربه.
فيحلونه ويحرمون مكانه شهر آخر، ليوافقوا العده التي هي أربعه أشهر حرم وربما زادوا في عدد الشهور فيجعلونها أربعه عشر شهرا، وإنه ليس هناك إلا طريقان، وهما طريق الهدى وطريق الهوى، فقال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في سورة القصص" فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين" فمن اتبع هواه وعبد الله بمستحسنات العقول والأهواء وخالف ما جاء به الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو معاند للشرع مُشاق لله ولرسوله، لأنه يستدرك على الشريعة ويزعم أنها غير تامة، وأنه ببدعته تلك يكملها، وقد أخرج الإمام أحمد والبزار من حديث غضيف ابن الحارث مرفوعا.
"ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة وما من أمة إبتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة" والمبتدعة من أكسل الناس عن الطاعة وأكثرهم بغضا للسنة وبعدا عن الملة، وإنما نشاطهم كله في إحياء البدع، والبحث عن الأحاديث الموضوعة، والقصص المخترعة والمنامات الملفقة المكذوبة، التي تؤيد ما ذهبوا إليه من بدع ومستحسنات، فإذا ذكروا بالكتاب والسنة أعرضوا عنهما وأولوهما على غير المراد منهما وعلى غير معناهما الصحيح.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.