رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 20 أكتوبر 2024 1:55 م توقيت القاهرة

أهل العفو عمن أساء

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 20 أكتوبر 2024
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه اجمعين، حق قدره ومقداره العظيم أما بعد إن من صفات الله عز وجل أنه عفو قدير، كريم حليم، فلقد عفا عن بني إسرائيل بعدما عبدوا العجل، فقال سبحانه وتعالي " ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون " وقال في حق من تخلف عن الهجرة من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " فأولئك عسي الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا " ويعفو سبحانه وتعالى وهو أهل العفو والغفران عن أهل العفو عمن أساء. 

وإن من الحكمة في سعة حلم الله سبحانه وتعالى وكرمه وعفوه تعريفه سبحانه وتعالى عبده سعة حاله وكرمه في الستر عليه، وأنه سبحانه لو شاء لعاجله بالذنب، ولهتكه بين عباده، فلم يطب له معهم عيش أبدا، ولولا حلمه سبحانه وكرمه ما إستقام أمر، ولفسدت السموات والأرض، ولا سبيل لعبد في النجاة إلا بعفوه ومغفرته، وقبول توبته فالله عز وجل هو الذي وفق العبد للتوبة وألهمه إياها، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية أي يلبس بردا نجرانيا غليظ الحاشية خشنا فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة أي أمسك به من عنقه صلى الله عليه وسلم من البرد من هذه الثياب حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، 

ثم قال مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء" متفق عليه، وهذا هو العفو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عامله بما هو أهله من أخلاق كريمة، وعن أبي عبدالله الجدلي قال قلت لعائشة رضي الله عنها "كيف كان خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله؟ قالت كان أحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا صخابا بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح " رواه أحمد، فليتنا نتخلق بأخلاقه بين أهلينا، وفي الأسواق، فنبتعد عن الفحش والتفحش والصخب، ولا نجزي السيئة بمثلها، وعن عائشة رضي الله تعالى عنها واصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويا ليتنا نأخذ من هذه الصفات.

قالت "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنة تذكر، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء يؤتى إليه، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله عز وجل فينتقم لله، وما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.