رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 31 يناير 2025 4:38 م توقيت القاهرة

أوجعتني فبكت

تأليف / أحمد عبد الونيس
كان هناك في سالف العصر شاباً قوياً يسكن ببلدةٍ مترامية الأطراف على ضفاف النيل ، تلك البلدة الجميلة يكسوها اللون الأخضر وتتلألأ فيها مياه النيل عاكسةً نقاء أهلها . 

هناك تربى هذا الفتى ضاحكاً تارة وعابثاً تارةً أخرى ، يحب الجميع والجميع يحبه ، وفي يوم من الأيام إمتلئت سماء البلدة بالغيوم ، وتحول النسيم إلى رعد وبرق يخطف الأنظار ، يا له من منظر مخيف صوت الرعد يرعب الأطفال والنساء ولكن ليس للطبيعة ذنب في ذلك ، فطامعي خيرات البلدة كثيرون فأغروا ضعاف النفوس بالياقوت والمرجان حتى أصبحوا يعرفون كل صغيرة وكبيرةٍ بها ، وعندما حان الوقت المناسب نهبوها وسرقوا خيراتها ، و إما أن تسلم لهم بالكامل ، و إماا أن تكون بركان رماد .
في ذلك الحين إختفى هذا الشاب من البلده وظن الجميع أنه جبان فكان سكنه الجبال والكهوف هو ورفاقه ، وكانت عنده عزيمة الأبطال وتربى علي يد صقر جارح حر علمه معنى كلمة وطن وعرض ، و كان يتسلل ليلاً في الظلام الدامس ، يحارب المعتدين على بلدته متخفياً لا يعرفه أحد هو ورفاقه ويكبدهم خسائر فادحة ويعود مع خيوط الشمس إلى سكناه ، لا يشاهده أحد ، وظل يعاود الكرة مرات لا تحصى ، وكانت حياته كلها للدفاع عن بلدته وكان يتيقن أنه سيموت في أي وقت في سبيل وطنه وأهله .
وعندما إشتدت قوته هو ورفاقه في ليله كان قمرها بدر كانت ضربتهم الفارقة ، ولقنوا أعداء بلدتهم درس لن ينسوه ، وعاد الأبطال إلى أهل بلدتهم ، بما فيهم ذلك الشاب يسمعون ما يحكى عنهم وكأنهم ملائكة وجند من عند الله ، لا أحد يعرفهم ولا أحد سيعرفهم . 
عاش هذا الشاب في البلدة ينظر في وجوه الناس وسعادتهم وبداخله رضا وسعاده لا توصف .
 وعندما كبر أطفال البلده و أصبحوا في ريعان الشباب وجدوا هذا الشاب والذي بدت عليه مظاهر الشيب والعجز قال له أحدهم : أتجلس أمامنا هكذا واضعاً قدماً على الأخرى ؟ من أنت ؟  أنت مجرد فاشل لا تعمل وليس لديك أي شيء أنت عبء على البلدة ، من أنت حتى تجلس في مجلس العلماء إذهب إلى خلف الديار فإبتسم الشاب العجوز ورحل ملبياً أوامر الشاب المغرور فقال له احد رفقاء دربه لماذا لم تقل لهذا المغروراءك البطل الذي أعانك الله لكي توهبه الحياة ، فإبتسم وقال : يوماً ما سيعرفون من أنا وصوت بكائهم سيكون أكبر من صوت المدافع هكذا نحن ننكر ذاتنا مؤمنين بربنا ووطننا .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.