رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 16 نوفمبر 2024 7:25 م توقيت القاهرة

احببت ملاكا

 
كتبت / مني خليل
وما بين طيات العشق المنسية تأخذنا احلامنا الوردية لرحلة بعيدة غير منطقية تظل تشغل الألباب والقلوب الجفية . ونسرق من الزمن ذكري الأوقات المنسية
،،، ظلت حنان تكتب هذه الكلمات علي الورق فهي شاعرة وحالمة رغم عملها كمهندسة مدنية بأحدي الشركات إلا أن الشعر يستحوذ علي عقلها في بعض الأوقات وكانت ترتدي الأسود حتي وان فاتت بعض الشهور علي موت حبيبها وخطيبها الذي عاشت معه سنتين من الحب والتقدير والاهتمام مرت السنة الأولي نصفها تعارف وود والنصف الآخر كان الارتباط الرسمي . وهذه كانت السنة الفارقة بحياتها التي عاشت فيها اجمل اللحظات . كان مثال للحبيب الوفي  الذي يخاف ويغار ويحب دون امتلاك عشقها كفراشة هائمة ستحلق علي اغصانه مهما انشغلت بالحياة . وكانت السنة الثانية هازمة محبطة لكل الاحلام . مرض الحبيب بمرض خطير خاف علي قلبها من أن يعلمها مرضه اللعين ولكن تغيرت العادات وأصبح الحبيب يغيب ولا يجيب . استشاطت غضبا في يوم حينما ظلمته تتذكر هذا اليوم المشؤم اتصلت علي اخيه تسأله عنه واجابها أنه الآن في جلسة العلاج الاشعاعي . انهارت وسبقتها الدموع ولكن خطواتها كانت اسرع من دموعها وكل الاشياء . لتجد نفسها في المستشفى أمام حبيبها بعد جلسة العلاج تتذكر تعبه واكفهار وجه . كانت غير مصدقة ظلمته كعادتها فمن فرط المحبة تنفرط الأحبة كالعقد الذي تقطعه بيدك رغم اتصاله. حضنته وبكت وتنحت عن أي سؤال يزيد تعبه وتنازلت عن كل المرات بالعتاب والشجار. وأصبحت رفيقته في رحلة العلاج لا تتركه لحظة ارتفعت معنوياته في الستة أشهر الأولي وتماثل للشفاء . طلبت منه الزواج نعم هي التي طلبت تريد أن تسرق من الايام مثلما سرقت منها حبيبها . رفض أن يتزوجها وكانت صدمتها بكت وبشدة لماذا؟ أجابها بأنه ليس اناني ولا يريدها أرملة صغيرة بالسن تواجه الحياة وهي الفراشة الرقيقة الحالمة تريد دائما فارسا يحميها من الدبابير الكثيرة . حاولت ولكن كان يرفض وحدث ما توقعه الانتكاسة الشديدة بعد شهور العلاج وتدهورت حالته وأصبح ضعيفا وهزيلا من كثرة العلاج وقلة الغذاء . تراه شخصا آخر ولكن تظل روحه الجميلة تمسكت به أكثر حد التشبث كأنه طفلها الضعيف الذي يحتاج للرعاية دائما . لامتها امها واخواتها حتي ابيها أمرها بفسخ الخطوبة والارتباط بقريب لها . نهرت الجميع ولعنت اخوتها قاسيين القلب والمشاعر . غضب عليها والدها حتي والدتها هجمت عليها لأول مرة بحياتها وصفعتها علي وجهها تألمت لكن تعلمت . أن المشاعر والأحاسيس لا يمتلكها كل البشر . فالبعض يعيش في هذا الكون مجرد كائن يتغذي ويكبر دون مشاعر . هنيئا لاصحاب المشاعر انهم يمتلكون كنز حقيقي مستمد من الروح متجدد الامل . نحن نحيا بمشاعرنا وليس بأي شيء آخر فهي التي تقوي علاقتك بالخالق وتبعث الامل بالنفس . وتتوسل إليه بكل طاقتك أن يحيي فيك كل الآمال ويحقق لك كل الاحلام . وعاشت وسط أهلها منبوذة عاصية . اعتزلتهم وجمعت حقيبتها وعاشت مع جدتها بعد موافقة ابيها وأمها لأنهم فقدوا فيها الامل ولا يريدون رؤيتها . غاضبين عليها . تتذكر كلمات جدتها لها . أن تتمسك بالأمل وان الله سيصلح كل الأحوال وعليكي بالدعاء رحمة الله عليكي جدتي الطيبة . توفت جدتها بعد ثلاثة أشهر من بقائها عندها تتذكر أنها كانت طريحة الفراش في أيامها الأخيرة وقد بعثها الله لها تنظفها وتهتم بها وكان اخواتها يتذمرون من جدتهم ويرفضون العناية بها . وارتاح الام والاب لوجودها . وأصبحت منهكة أكثر حبيبها وجدتها ولكن كانت تتحمل متأملة الشفاء . الا أن جاء اليوم وتوفت الجدة وبكت بشدة . وتتذكر نظرات اخواتها لها وتعجبهم منها علي بكائها. وهي تنظر لهم كأحياء موتي لا يشعرون سخرت منها اختها ونظرت لها بأحتقار . وبعد ثلاثة أيام كانت بالعمل جاءها خبر وفاة خطيبها وهو بجلسة العلاج الاشعاعي . صرخت وبكت واغشي عليها ونقلوها للمستشفي وإصابها انهيار عصبي لا تعرف كم عدي من الوقت ولكن علمت أنها لبثت شهر كامل بالمستشفى . وخرجت من المستشفى علي بيت جدتها تعيش بين جدران الذكريات . حتي الان ترفض كل الزواج . لا تريد أحدا 
 تريد أن تلتحم روحها يوما بالمحب في سماء العشق . حياة جديدة بلا أمراض بلا اوجاع وظلت تكتب كل يوم شعر وتهديه له 
احببتك ملاكا نزل علي الأرض ثم صعد الي السماء . وداعا الي أن نلتقي فأنا بشرا ولست ملاك .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.