سلام الله عليكم يا كل أحبابي ويا كل متابعي برنامجى الأسبوعى اسأل تُجَبْ ها قد عدت إليكم من جديد مع لقائنا الأسبوعى لأجيب عن استفساراتكم وأسئلتكم سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد والرشاد إنه ولى ذلك والقادر عليه .
والآن تعالوا معى لنرى بعض أسئلة محبينا لنجيب عليها والله الموفق .......
سؤال من أم مكة صديقة البرنامج تستفسر فيه عن الدعاء الذى نقول فيه : " حسبى الله ونعم الوكيل " هل تقولها حينما تكون مقهورة من أحد ، أو وقع عليها ظلماً من أحد ، وهل لفظها ( حسبى الله ) أم ( حسبنا الله ) ؟
ج / الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد :
" حسبي الله ونعم الوكيل " من أعظم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة ، ويمكننا تفصيل الحديث عن هذا الدعاء في المطالب الآتية :
أولا : دليل مشروعيته
وردت مشروعيته في القرآن الكريم في حكاية الله عز وجل عن الصحابة الكرام في أعقاب معركة أُحُد ، في " حمراء الأسد "، وذلك حين خوَّفهم بعضُ المنافقين بأن أهل مكة جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم ، وأخذوا يثبِّطون عزائمهم ، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بوعد الله ، وتمسكوا بالحق الذي هم عليه ، فقالوا في جواب جميع هذه المعركة النفسية العظيمة : حسبنا الله ونعم الوكيل .
يقول عز وجل : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) آل عمران/172-174.
بل ورد في صحيح البخاري رحمه الله (رقم/4563) أن تلك الكلمة كانت على لسان أولي العزم من الرسل ، قالها إبراهيم عليه السلام في أعظم محنة ابتلي بها حين ألقي في النار ، وقالها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة المشركين في " حمراء الأسد ".
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ : قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
ثانيا : معنى هذا الدعاء
يقول العلماء إن معنى : حسبنا الله : أي الله كافينا ، فالحسب هو الكافي أو الكفاية ، والمسلم يؤمن بأن الله عز وجل بقدرته وعظمته وجلاله يكفي العبد من كل ما أهمه وأصابه ، ويرد عنه بعظيم حوله كل خطر يخافه ، وكل عدو يسعى في النيل منه .
وأما معنى : ( نعم الوكيل )، أي : أمدح من هو قيِّم على أمورنا ، وقائم على مصالحنا ، وكفيل بنا ، وهو الله عز وجل ، فهو أفضل وكيل ؛ لأن من توكل على الله كفاه ، ومن التجأ إليه سبحانه بصدق لم يخب ظنه ولا رجاؤه ، وهو عز وجل أعظم من يستحق الثناء والحمد والشكر لذلك .
ثالثا : فضل هذا الدعاء .
هو من أعظم الأدعية فضلا ؛ وأعلاها مرتبة ، وأصدقها لهجة ؛ لأنه يتضمن حقيقة التوكل على الله عز وجل ، ومَن صَدَق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له الكفاية المطلقة ، الكفاية من شر الأعداء ، والكفاية من هموم الدنيا ونكدها ، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل له بسببها ما يريده ، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس ، فهي اعتراف بالفقر إلى الله ، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس .
ويناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف ، وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة ، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين .
ونلاحظ مما سبق أن هذا الدعاء يمكن أن يقال في مواجهة المسلم الظالم ، وليس فقط الكافر ، كما يمكن أن يلجأ إليه المهموم أو المكروب أو الخائف بسبب تعدي أحد المسلمين .
وأما الظالم الذي قيل في حقه هذا الدعاء فليس له إلا التوبة الصادقة ، وطلب العفو ممن ظلمهم وانتهك حقوقهم ، ورد المظالم إلى أهلها ؛ وإلا فإن الله عز وجل سيكون خصمه يوم القيامة ، وغالبا ما يعجل له العقوبة في الدنيا ، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . والله أعلم .
******************************
سؤال آخر ورد إلينا من صديق البرنامج الأستاذ جمال أبوعلام يقول فى رسالته أبى كان مواظباً على حضور مولد السيدة زينب رضى الله عنها وكان كل عام يذبح ويطهو لحماً ويفرقه على رواد المولد ، وسمع فى أحد الدروس الدينية أنه حرام من ذبح للموالد وما شابه ذلك ووالدى فى حيرة من أمره ... فماذا يفعل فى السنوات الماضية ، وكيف يكفر عن شئ غير مقصود ؟
وللعلم أنه كان يفرقها حباً فى فعل الخير وليس نذراً ...
ج / أولاً أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بألوان الطاعات المختلفة أمرٌ مرغَّبٌ فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم.
واسشتهدت خلال ردها على سؤال نصه: « ما حكم الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين؟»، بقوله تعالى: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله » [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله: أيامُ الميلاد، وأيامُ النصر؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده، ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه».
وأضافت أن الله كرَّم يوم الميلاد فقال سبحانه على لسان عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ﴾ [مريم: 33]، وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تَنال الإنسانَ بعد ذلك؛ فلا بأسَ مِن تحديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين، ولا يقدح في هذه المشروعية ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور منكرة؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات.
أما ما يفعله السيد الوالد من ذبح وتفريق اللحم فى المولد فأقول :
إن كان ذبحها لصاحب المولد فهذا شرك أكبر ، أما إن كان ذبحها للأكل واطعام الفقراء والأحباب فلا شيء في ذلك .
ولكن إن كان بيته محتاجاً لذلك فلا داعى فالبيت أولى ...
فعن أَبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: " دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في سبيلِ اللَّه، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في رقَبَةٍ، ودِينَارٌ تصدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذي أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ " رواه مسلم. والله أعلم .
**************************
س / ما هى أنواع البدع المحرمة ؟ وما هى البدعة الحسنة ؟
ج / البدع هي بعض الأقوال أو الأفعال التي قد نقوم بها في يومنا ، دون أن ندري أن هذه الأفعال منكرة و ممنوعة في الدين و دخيلة عليه ، و هذه البدع لابد من تجنبها ، و هذه البدع عدد كبير منها يعتاد الأشخاص على التلفظ به دون علم .
ومن أنواع البدع المحرمة في الإسلام ...
• البدع القولية الاعتقادية :
و هذه البدع هي المنطوقة ، وهذا النوع من البدع يشمل بعض الكلمات التي قد ينطق بها الأشخاص ، مثل القسم و غيره.
• بدعة التعبد :
و هذه البدعة تشمل التعبد بسنن ليس لها علاقة بالدين ، و لكنها دخيلة عليه ، أو الصلاة أو الصيام بشكل لا أصل له في الدين ، و يشمل أيضا الاحتفال بأعياد لا علاقة لها بالدين . و تشمل أيضا الزيادة في العبادة عن الذي حدده الله ، كمثل أن يصلي الفرد العصر 5 ركعات و هكذا . و تشمل تحديد وقت معين للعبادة ، لم يرد نص لتحديده .
• حكم الدين في البدع :
– حين تحدث الدين عن أمر البدع ، قال أن أصحاب البدع في النار ، و ذلك استنادا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار” رواه النسائي .
– و قد اجتمع العلماء على أن اتباع الضلالات أمر منكر ، و قيل أن بعض علماء الإسلام ذهبوا إلى أن صلاة التراويح ، و ختم القرآن من البدع ، حيث أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يخاف أن تفرض ، و في ذلك إشارة واضحة أنها ليست واجبة .
– و قد استند العلماء في الحكم على المبتدع ، اعمتادا على قول الرسول «وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» . وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي رواية: «من عمل عملاَ ليس عليه أمرنا فهو رد» رواه مسلم ، و أبو داوود الترمذي .
– ذكر أيضا عن بعض العلماء ، أن هذه البدع اتباعها ، يصل بالإنسان إلى الشرك بالله ، كالطواف بالقبور ، و الاستغاثة و طلب العون من غير الله .
* بعض أسباب ظهور البدع :
1. جهل بعض الأشخاص بالأمور الصحيحة في تعاليم الدين .
2. البعض قد يتبع هذه الأمور إرضاء لهوى نفسه .
3. عدد كبير من الأشخاص يتبعون تلك البدع ، لتعصبهم في الدين ، و من أهم هؤلاء الأشخاص الصوفية أو بالأصح المتصوقة .
* أمثلة على بعض البدع الشائعة
1. الإنشغال بالعبادة عن طلب العلم ، و هي بدعة و قد قال رسول الله في العديد من الأحاديث عن أهمية العلم و العمل في الإسلام ، و أن الجهل يولد الضلالة .
2. هناك بعض البدع ينتج عنها الحرج في الدين ، و من هذه البدع أفعال بعض الموسوسين ، و المتشككين و منها المكوث في الخلاء لوقت طويل ، و التنحنح و غيرها .
3. و من هذه الأشكال أيضا التلفظ بالنية ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أن النية مكانها القلب ، و أن الجهر بها إثم كبير و ذلك لما اتفق عليه كافة العلماء .
4. من أهم البدع الشائعة أيضا هو الإحتفال بمولد النبي ، على النحو الذي يحتفل به المسلمون الآن ، و هي سنة عن الفاطميين ، و ممكن إستبدال هذه الطرق من الإحتفال بقراءة القرآن و ذكر السيرة النبوية ، و إطعام الفقراء و التقرب إلى الله .
5. المبالغة في إنارة المكان و الإسراف في الأفعال هي أيضا من الضلالات .
6. هناك العديد من البدع التي لها علاقة بالمساجد و دخولها ، فمن غير المشروع دخول الأطفال بأوساخهم للمساجد ، و صراخهم فيها
7. أما فيما يتعلق بالقبور ، فمن البدع التمسح بالقبور و الأضرحة ، و ذبح الذبائح عندها و مناجاة أهل القبور.
* أما ما يخص البدع الحسنة فأقول وبالله التوفيق :
أنا لست مع من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة دليل، لأن البدع كلها سيئة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي في سننه من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في صحيحه بدون ذكر: وكل ضلالة في النار. من حديث جابر بن عبد الله. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة. رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله، فالمراد به: من أحيا سنة، لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بمناسبة ما فعله أحد الصحابة من مجيئه بالصدقة في أزمة من الأزمات، حتى اقتدى به الناس وتتابعوا في تقديم الصدقات.
وأما قول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه. رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري، فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية، لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم. انظر: صحيح البخاري. (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها. وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية، لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع.
وأقول لهذا المبتدع الذي يضيف إلى الدّين ما ليس منه أنت بهذا قد تقع فى عدة مساوئ كلّ واحد منها أسوأ من الآخر ومنها :
- اتهام الدّين بالنقص وأنّ الله لم يكمله وأن فيه مجالا للزيادة وهذا مصادم لقوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
- أنّ الدّين بقي ناقصا من أيام النبي صلى الله عليه وسلم حتى جئت أيها المبتدع لتكمله من عندك .
- أنّه يلزم من إقرار البدعة اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأحد أمرين : إما أن يكون جاهلا بهذه البدعة الحسنة !! أو أنه قد علمها وكتمها وغشّ الأمة فلم يبلّغها .
- أنّ أجر هذه البدعة الحسنة قد فات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح حتى جاء هذا المبتدع ليكسبه ، مع أنّه كان ينبغي عليه أن يقول في نفسه " لو كان خيرا لسبقونا إليه".
فياعباد الله سيروا على نهج الله واتبعوا كتابه واتبعوا سنة رسوله تربحوا وتصلوا إلى بر الأمان .
هذا والله أعلم وإلى لقاء أخر يجمعنى بكم على خير لأجيب فيه على استفساراتكم وأسئلتكم سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد والرشاد ، وسلام الله عليكم ورحمته وبركات
إضافة تعليق جديد