رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:09 ص توقيت القاهرة

استراق السمع 

  بقلم  صلاح رسلان
متابعة إعلامية امل كمال
مما ثبت في القرآن الكريم وفى الصحيح من السنة  أن مردة  الجن قبل البعثة الإسلامية  كانوا يسترقون السمع فقد روى عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحى فإذا حفظوا الكلمة زادوا فيها تسعا فأما الكلمة فتكون حقا، وأما ما زادوا فتكون باطلا.
وروى عن بن عباس أيضا : إنه لم تكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع، فإذا نزل الوحى سمعت الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا، قال: فإذا سمعت الملائكة خروا سجدا فلم يرفعوا رؤسهم حتى ينزل.
فإذا نزل قال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ فإن كان مما يكون فى السماء.
قالوا: الحق وهو العلى الكبير، وإن كان مما يكون فى الأرض من أمر الغيب، أو موت، أو شيء مما يكون فى الأرض تكلموا به.
فقالوا: يكون كذا وكذا فتسمعه الشياطين فينزلونه على أوليائهم فإن سرقة الشياطين لأحاديث السماء من القدرات  التي  خصهم الله بها وكان  يقوم بها الجن والشيطان قبل البعثة المحمدية ويقومون بفعل ذلك لسرقة العلوم والأخبار الغيبية التي سوف تحدث للبشر في المستقبل ثم يقومون بنقل تلك الأخبار والأحاديث إلى السحرة والمشعوذين والكهان  ويضيفون على تلك الأخبار الكثير من الأكاذيب لكي يدعوا المعرفة الكاملة بأمور المستقبل ولادعائهم علم الغيب الذي يختص به الله عزو وجل  
وقد أخبر القرآن الكريم بأن مردة وشياطين الجن يصعدون إلى السماء ويأخذون مقاعد خفية بجانب الملائكة لكي لا يروهم ويتنصتون عليهم وعلى أحاديثهم لكي ينقلوها للسحرة  والكهان والدليل على ذلك قوله تعالى( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) كان الجن والشياطين يقومون بالصعود إلى السماء من خلال الصعود فوق بعضهم لبعض حتى يصلوا للسماء وأقربهم منها يسرق الأخبار عن الملائكة وينقلها للذي قبله وهكذا حتى يلقيها في أذن الكاهن فيزيد عليها ويتربح بها بل أنهم كانوا يخبرون الكهنة ببعض الغيبيات لبعض الأشخاص وهناك روايات كثيرة وردت في علم بعض الكهنة لأمور غيبية قبل البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم سنذكر أشهرها في السياق التالى :
1- [ رؤيا ربيعة بن نصر ملك اليمن وخبره مع  شق وسطيح الكاهنين   ]
قال ابن إسحاق : وكان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك التبابعة فرأى رؤيا هالته وفزع بها فلم يدع كاهنا ، ولا ساحرا ، ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته إلا جمعه إليه فقال لهم إني قد رأيت رؤيا هالتني ، وفظعت بها ، فأخبروني بها وبتأويلها ، قالوا له اقصصها علينا نخبرك بتأويلها ، قال إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها ، فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها .
فقال له رجل منهم فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم منهما ، فهما يخبرانه بما سأل عنه .
فبعث إليهما ، فقدم عليه سطيح قبل شق فقال له إني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها ، فأخبرني بها ، فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها . قال أفعل رأيت حممة خرجت من ظلمة ، فوقعت بأرض تهمة ، فأكلت منها كل ذات جمجمة فقال له الملك ما أخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك في تأويلها ؟ فقال أحلف بما بين الحرتين من حنش لتهبطن أرضكم الحبش فلتملكن ما بين أبين إلى جرش ، فقال له الملك وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى ، هو كائن ؟ أفي زماني هذا ، أم بعده ؟ قال لا ، بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين قال أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟ قال لا ، بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين قال ومن يلي من ذلك من قتلهم وإخراجهم ؟ قال يليه إرم ( بن ) ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحدا منهم باليمن قال أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع ؟ قال لا ، بل ينقطع قال ومن يقطعه ؟ قال نبي زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي قال وممن هذا النبي ؟ قال رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر ؟ قال وهل للدهر من آخر ؟ قال نعم يوم يجمع فيه الأولون والآخرون يسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون قال أحق ما تخبرني ؟ قال نعم والشفق والغسق والفلق إذا اتسق إن ما أنبأتك به لحق .
ثم قدم عليه شق ، فقال له كقولة لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان فقال نعم رأيت حممة خرجت من ظلمة ، فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة .
قال فلما قال له ذلك وعرف أنهما قد اتفقا وأن قولهما واحد إلا أن سطيحا قال " وقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة " وقال شق : " وقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة " . فقال له الملك ما أخطأت يا شق منها شيئا ، فما عندك في تأويلها ؟ قال أحلف بما بين الحرتين من إنسان لينزلن أرضكم السودان ، فليغلبن على كل طفلة البنان وليملكن ما بين أبين إلى نجران .
فقال له الملك وأبيك يا شق ، إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى هو كائن ؟ أفي زماني ، أم بعده ؟ قال لا ، بل بعده بزمان ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن ويذيقهم أشد الهوان قال ومن هذا العظيم الشان ؟ قال غلام ليس بدني ولا مدن يخرج عليهم من بيت ذي يزن ( فلا يترك أحدا منهم باليمن ) ، قال أفيدوم سلطانه أم ينقطع ؟ قال بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل قال وما يوم الفصل ؟ قال يوم تجزى فيه الولاة ويدعى فيه من السماء بدعوات يسمع منها الأحياء والأموات ويجمع فيه بين الناس للميقات يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات قال أحق ما تقول ؟ قال إي ورب السماء والأرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض . قال ابن هشام : أمض يعني شكا ، هذا بلغة حمير ، وقال أبو عمرو : أمض أي باطل .
وسنوالى ذكر بعض الأمثلة لأشهر الكهنة قبل البعثة الشريفة ونزول الوحى ومنع استراق السمع

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.