رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 ديسمبر 2024 1:45 ص توقيت القاهرة

التهاون في شعب الإيمان وشرائع الإسلام بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 27 أغسطس 2024
الحمد لله الذي جعل لنا الصوم حصنا لأهل الإيمان والجنة، وأحمد سبحانه وتعالى وأشكره، بأن من على عباده بموسم الخيرات فأعظم المنة ورد عنهم كيد الشيطان وخيب ظنه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تؤدي لرضوانه والجنة، أما بعد اعلموا يرحمكم إن من قمة الإنحطاط وسوء الأخلاق أن تذهب لتعزي عائلة في وفاة أحد أفرادها، وتجلس في مكان بدار الميت تنتظر الطعام والمشروبات من أهل الميت لتملأ بطنك دون أن تكترث بالحالة النفسية التي هم عليها وبالمصاب الجلل الذي حل بهم دون أن تشعر بتلك المرأة القابعة داخل البيت تبكي بحرقة شديدة على وفاة زوجها وسندها ورفيق دربها وبالطفل الذي فقد أباه، ودون أن تشعر بما يحس به الأطفال من الضياع بعد وفاة أمهم الحنونة، ولكن يكون همك الوحيد أن تملأ بطنك وتغادر.

وهذه ليست من شيم الرجال، والإسلام برئ منها، إنما هي بدعة مضلة لا أقل ولا أكثر، والنبي صل الله عليه وسلم يقول كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فالإسلام يأمرنا بإتباع الجنازة والصلاة عليها ونعزي أهل الميت ثم نغادر وعلى الجيران والأقارب أن يقدموا الأكل لأهل الميت وليس العكس، حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم "اصنعوا لأل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم" ولقد وضح لنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه جانبا مهما من جوانب شخصية المؤمن وهو القوة، فالمؤمنون يتفاوتون في القوة، وعلى قدر هذا التفاوت يتفاوتون في الدرجة والمنزلة، والقوة في قوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف" تشمل أولا قوة الإيمان والتمسك بالإسلام وشرائعه.

والضعف يشمل كذلك ضعف الإيمان والتمسك بشرائع الإسلام، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالذنوب والسيئات، فمن زاد إيمانه بالله، وزاد تمسكه بخصاله وشعبه كان أحب إلى الله سبحانه وتعالى ممن نقص إيمانه وبدأ يتهاون في شعب الإيمان وشرائع الإسلام، وقد أمر الله بعض أنبياءه ورسله بأن يتمسكوا بهذا الدين بقوة، ومن القوة الإيمانية هو القوة في دراسة العقيدة الصحيحة وتفهمها والعمل بمقتضياتها والرد على المخالفين فيها، حيث قال تعالى لنبيه يحيى عليه الصلاة والسلام " يا يحيي خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا" وقال المفسر عبد الرحمن السعدي رحمه الله فلما وصل إلى حالة يفهم فيها الخطاب أمره الله أن يأخذ الكتاب بقوة، أي بجد واجتهاد، وذلك بالاجتهاد في حفظ ألفاظه، وفهم معانيه، والعمل بأوامره ونواهيه.

هذا تمام أخذ الكتاب بقوة، فامتثل أمر ربه، وأقبل على الكتاب، فحفظه وفهمه، وجعل الله فيه من الذكاء والفطنة، ما لا يوجد في غيره ولهذا قال " وآيتاه الحكم صبيا " ومن القوة المحمودة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف" وهو القوة في الحق والأخذ به، وترك الباطل وتجنبه، رغم المغريات والعوائق وربما الظروف القاسيات فيصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية دون تهور ولا طيش ولا عواطف جياشة، بل هدفه الحق والعمل به والدعوة إليه، بغض النظر عن كثرة أتباع الباطل، قال تعالى آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم " ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.