الحمد لله رب العالمين رب المشرقين ورب المغربين، فاطر السماوات السبع والأرضين، منزل القرآن دستورا للعالمين، وشريعة ليوم الدين، بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا لعموم الثقلين، أيده بالحجة والبرهان، وأكرمه بالقرآن، المعجزة المستمرة على تعاقب الدهور والأزمان، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة، فسبحان من إقتضت حكمته صيرورة الناس إلى فريقين، فريق السعداء الفائزين، وفريق الأشقياء المحرومين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر المحجلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فأوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله في السر والعلن، وفي المنشط والمكره وفي العسر واليسر.
فقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" ألا وإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد لقد إستعاذ نبي الله موسى عليه السلام بربه أن يكون منعوتا بالجهل فيقول تعالي " قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " ومن صفات أهل الصلاح أنهم لا يختلطون مع الجاهلين، وأهل العلم به يهتدون وأهل الجهل فاقدون لهذه الهداية، ولعل أبرز ما قامت به الحكومة السعودية للمدينة المنورة هي توسعة المسجد النبوي، حيث وضع الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس للتوسعة الضخمة للمسجد النبوي، وذلك في الثانى من نوفمبر الف وتسعمائة وأربعه وثمانون من الميلاد.
حيث تمت إضافة مساحة اثنين وثمانين ألف متر مربع لحرم المسجد، وتم عمل ساحات واسعة تحيط بجهات المسجد الأربع يبلغ إجمالي مساحتها حوالي مائتان وخمسة وثلاثون ألف متر مربع، وزيدت الطاقة الاستيعابية للمصلين بشكل كبير داخل المسجد، فبعد أن كان المسجد النبوي يستوعب حوالي ثمانى وخمسين ألف مصلى دون مساحة الساحات المحيطة بالمسجد، فقد أصبح يستوعب حوالي ستمائة وخمسون ألف مصلى، وتتميز المدينة المنورة بمناخ جاف، إذ يسود بها المناخ الصحراوي، والذي يتميز بالجفاف وقلة سقوط الأمطار، ودرجات حرارة عالية تتراوح بين ثلاثون وخمسة وأربعون درجة مئوية في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فيكون الجو ممطرا، ويكثر هطول المطر في شهر أبريل مع إمكانية هطوله في شهور ديسمبر ويناير ومارس.
ويتراوح متوسط درجات الحرارة عندئذ بين عشره وخمسة وعشرون درجة مئوية. أما الرطوبة فهي منخفضة في معظم أوقات السنة، ومتوسط معدلها يصل إلى اثنين وعشرين بالمائة وترتفع في فترات سقوط الأمطار إلى خمسة وثلاثون بالمائة وتنخفض في فصل الصيف لتصل إلى حوالي أربعة عشر فى المائة فقط، وتهب على المدينة المنورة رياح جنوبية غربية وتكون في الغالب حارة وجافة، ويبلغ متوسط سرعتها ما بين خمسة إلى ثمانية عُقد في الساعة، والبازلت هوأحد المكونات الجيولوجية الأساسية في المدينة، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق جديد