رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 26 يونيو 2025 5:57 ص توقيت القاهرة

الثعلب الذي يدعو للسلام... يجهّز حفرة في الليل!!

✍️ بقلم: اللواء أحمد سلامة – خبير أمني

رغم كل الشعارات التي ترفعها واشنطن وتل أبيب عن "السلام" و"الاستقرار" و"حل النزاعات"، إلا أن من يقرأ التاريخ جيدًا، ويفهم دهاليز السياسة العالمية، يعرف تمامًا أن هناك فارقًا كبيرًا بين الدعوة للسلام وبين النية الحقيقية لتحقيقه. لأن الثعلب مهما ارتدى ثوب الحمل، يظل ثعلبًا... يبتسم نهارًا ويغرس أنيابه ليلًا.

الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتصدر مشهد "الراعي الدولي للسلام"، هي نفسها التي تموّل الحروب، وتدعم الانقلابات، وتحمي أنظمة قمعية إن وافقت هواها، وتُسقط أخرى إن خرجت عن طوعها. تتحدث عن حقوق الإنسان، لكنها تصمت عن جرائم إسرائيل في غزة، وتبرر قصف المدنيين، وتغض الطرف عن مشاهد الدماء بحجة "حق الدفاع عن النفس".

أما إسرائيل، فالثعلب الحقيقي في هذا المسرح الدموي، لا ترفع سلاحًا إلا بعد أن تُجَهّز رواية تُبرّر بهجمتها، ولا تبدأ عدوانًا إلا بعد أن تُصدّر نفسها كضحية. تتحدث عن السلام بينما تُجهّز آلة التدمير. تعلن رغبتها في التهدئة، وهي تخترق الأجواء وتغتال وتخطف وتُدمر. تغازل بعض الدول العربية وتفتح سفارات، بينما تزرع جواسيس وتنسق مع أطراف معادية لتفكيك أوطاننا من الداخل.

واليوم، حين تقرأ مواقف تلك القوى تجاه إيران، أو تجاه محاولات بعض الدول العربية (كمصر) في الحفاظ على توازنها واستقلال قرارها، تدرك أن ما يُدار في الليل يختلف كليًا عما يُعلن في النهار. فالتطويق الاقتصادي، والتشويه الإعلامي، وحملات الضغط، كلها أدوات تُستخدم لتليين المواقف لا لهدف السلام، بل لفرض الخضوع.

مصر تحديدًا، تقف على صفيح ساخن في معادلة إقليمية شائكة، لأنها اختارت أن تقول "لا" في زمن "السمع والطاعة". ولأنها ترفض أن تكون مجرد تابع، يُراد لها أن تقع في الحفرة التي حفرها "ثعلب السلام".

إذًا، مَن لا زال يصدق الثعلب؟

العرب لم يعودوا ذلك الطفل الذي يُخدع كل مرة بالحلوى المغلفة. لقد تعلموا أن القوة وحدها تُفرض بها الإرادة، وأن من يريد السلام عليه أن يُعدّ للحرب.

الخلاصة:

لا تصدقوا من يرفع غصن الزيتون في يده اليمنى، بينما يُمسك بالفأس في يسراه.
ولا تثقوا بمن يزور أوطاننا ليلًا، ويغادرها بصمت، بعد أن يحفر حفرة بحجم خريطة جديدة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.