رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 25 سبتمبر 2024 5:16 م توقيت القاهرة

الثواب العظيم لكافل اليتيم

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد لقد وضح لنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الثواب العظيم لكافل اليتيم، وإليك من كلام النبي محمد صلي الله عليه وسلم حول ذات الموضوع فيقول " من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات" رواه أحمد، وانظر إلي كلمات يتيم وشعر وحسنات، فما هو الرابط المعنوي بينها ؟ وهو إنه النمو. 

فاليتيم ينمو والشعر ينمو والحسنات تنمو وتزيد وكما يخشى على الحسنات من السيئات وعلى نمو الشعر من الأوساخ والآفات، وكذلك يجب أن يخشى على اليتيم من الإهمال والضياع، فرجل أشعث أغبر قبيح المنظر، مقراف للذنوب سيئ الخلق حاله هذه من حال المجتمع الذي لا يهتم باليتيم، وإن كلمات الحديث نفسها تقطر خوفا وجزعا على مصير اليتيم، فأين تجد مثل هذه الصورة الحية في غير كلام النبي محمد صلي الله عليه وسلم الحريص على الأيتام والغيور على حقوقهم ؟ ومن غيره صلي الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وأسرار العبارة يخاطبنا حتى نستولد نحن المعاني من ألفاظها حية نابضة.

تزعج عقولنا فتلهب نفوسنا إلى تطبيق الأمر الشرعي ؟ ومن غير المسلم وفقه الله تعالى إلى أن يطوي كل هذه المعاني العظيمة، بمسحة واحدة من يده ؟ وإن من الأمور الهامة هو كيف تفوز بجوار النبي صلي الله عليه وسلم ؟ ولقد كانت نظرة الإسلام إلى مجتمع اليتامى نظرة إيجابية واقعية فاعلة، وقد لعب فيها عنصر الإيمان وحافز الثواب دورا أساسيا، فهم في المجتمع المسلم ليسوا عالة على المجتمع ولا عبئا على أفراده وإنما هم من المنظور الشرعي حسنات مزروعة تنتظر من يحصدها ليفوز بجوار النبي صلي الله عليه وسلم ورفقته يوم القيامة، وهذا حافز الأجر وهذا هو الذي جعل الأم الصابرة تتعلق بأطفالها بعد وفاة زوجها في صورة مشرقة من عطف الأمومة على الطفولة. 

فهجرت الزينة والتبرج ونزعت الراحة من نهارها والنوم من ليلها تحوطهم بأنفاسها وتغذيهم بدمها قبل حليبها حتى ذهبت نضارتها لم يهزمها الموت بل إعتبرته جزءا من إستمرار الحياة ، فالآن يبدأ دورها، ولم تكتف هذه الأم الطيبة بدور الأمومة وقرنت إليه كفالة الأيتام أيضا، فمنحت ليتاماها بصمودها هذا أمتن عروة يستمسكون بها تغنيهم عن البحث خارجا عمن يأويهم ثم شكر النبي صلي الله عليه وسلم لها ومدحها فجاءت جائزتها مجزية وثوابها مضاعفا، وهناك مشهد بليغ يصوره هذا الحديث الشريف في رسالة واضحة إلى المجتمع مضمونها هو أن الأم أولى باليتامى من أنفسهم. 

وأن الأمومة هي الملاذ الثاني لليتيم بعد الأبوة، فليس بعدها إلا الضياع أو يد محسن، وإن كان هذا ممكنا في أم مع أولادها لأنهم قطعة منها فهو ممكن أيضا مع كل امرأة صالحة تريد القيام بهذه المهمة الشريفة مع أطفال ليسوا منها مع أجر أكبر وثواب مضاعف حتما.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.