رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 24 أكتوبر 2024 12:23 ص توقيت القاهرة

الحكم الباهرة من صلح الحديبية.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 23 أكتوبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا شكل ولا صورة له ولا جسد ولا أعضاء له ولا حيز ولا مكان له ولا كمية ولا كيفية له ولا جوارح ولا أدوات له هو الله الخالق القادر المنزه عن صفات خلقه وهو القائل عن نفسه عز وجل "ليس كمثله شىء وهو السميع البصير" وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيّا من أنبيائه، فالصلاة والسلام عليك سيدي يا علم الهدى يا رسول الله أنت طب القلوب ودواؤها.
وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها، فاللهم صلي وسلم وبارك وأعظم على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ثم أما بعد من الحكم الباهرة من صلح الحديبية أنه كان بابا ومفتاحا لفتح مكة، ولئن لم ينتبه المسلمون لهذا في حينه، فذلك لأن المستقبل غائب عنهم، فقد إختلط المسلمون بالكفار بعد عقد الصلح وهم في أمان، ودعوهم إلى الله، وأسمعوهم القرآن، ولم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه، ودخل في سنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك بل أكثر، فقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية في ألف وأربعمائة.
ثم خرج عام فتح مكة بعد عامين في عشرة آلاف، وهذا ما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أثناء رجوعه إلى المدينة بعد عقد المعاهدة والصلح، حينما قال " أنزلت عليّ الليلة سورة لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ قول الحق " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " فقال ابن مسعود رضي الله عنه " إنكم تعدون الفتح فتح مكة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية " وإن عرض الإسلام والدعوة إليه في جو من الهدوء والأمان، وحرية الحوار بالحجة والكلمة الطيبة، كان له أبلغ الأثر، وذلك لأن الحق له قوة يظهر بها على الباطل، فإذا أحسن العرض والدعوة إليه، وإختير القول والوقت المناسب، وكان الداعية عالما بما يدعو له، حكيما في دعوته، كانت النتائج أعظم.
فحيا الله تعالي هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور العامرة بالإيمان إن شاء الله تعالي، وأسأل الله سبحانه أن يتقبل مني ومنكم صالح أعمالنا، وأن يجمعني وإياكم في الدنيا دائما وأبدا على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين في جنته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، فاللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم إنا نتوجه إليك بأسمائك الحسنى ونسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا محسن يا رزاق يا جواد يا منان يا كريم واسع العطاء، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانتين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا، اللهم سُقيا رحمة لا سقيا هدن ولا عذاب ولا غرق، اللهم إنا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير أجل.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.