رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 سبتمبر 2024 2:24 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أقوام أفسدوا في الأرض

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 13 يوليو 2024

الحمد لله الحمد لله مغيث المستغيثين ومجيب دعوة المضطرين ومسبل النعم على الخلق أجمعين، عظم حلمه فستر، وبسط يده بالعطاء فأكثر، نعمه تترى وفضله لا يحصى، من أناخ بباب كرمه ظفر، وأزال عنه الضر، وجبر ما انكسر، إليه وحده ترفع الشكوى وهو المقصود في السر والنجوى يجود بأعظم مطلوب ويعُم بفضله وإحسانه كل مرغوب، سبحانه أنشأ السحاب الثقال فأهطل ديمها فبلّ الأرض بعد جفوفها وأخرج نبتها بعد جدوبها سبحانه وسع سمعه ضجيج الأصوات باختلاف اللغات وتنوع الحاجات فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو مجيب الدعوات وفارج الكربات وهو مجبل النعم على جميع البريات وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا هو عبد الله ورسوله، أصدق العباد قصدا وأعظمهم لربه ذكرا وخشية وتقوى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه. 

ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ثم أما بعد لقد حذرنا الله تعالى من خبر أقوام أفسدوا في الأرض بتطفيف الميزان والمكيال وبالفساد، فذكر المولى سبحانه وتعالى قصة قوم شعيب في أكثر من موضع في كتابه الكريم، وحذرنا الله تعالى من قصة قارون الذي فسد، وتعالى وتجبر ومنع الزكاة والصدقات، وبيّن لنا المولى عز وجل، خبر أقوام حادوا عن الطريق المستقيم حتى لا نسلك مسلكهم، ومن صور الفساد من باب التمثيل لا الحصر، الذي ابتليت به الأمة في الأموال، السرقة، والاختلاس، والرشوة، والتربح بالوظيفة، والخيانة للمسؤوليات، وفي العمل الإهمال، والتقصير، وعدم الإتقان، والمحسوبية، وبخس العامل حقه، وعدم أداء الأجير أجرته، والإسراف والتبذير والبذخ الذي تجاوز حدود الزمان والمكان. 

وفي جانب التداول والتجارة الغش، والتدليس، والمماطلة، واحتكار السلع، وغير ذلك من صور كثيرة من الفساد التي لا تخفى على أصحاب العقول، ولا تخفى عليكم، فأصبحت واضحة للعيان، ولقد أصبح الإنسان لا يجد السلعة الصحيحة، ولا يجد البضاعة الأصلية بسبب الفساد، وبسبب قلة الأمانة، وبسبب عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى، وبسبب عدم مراقبته، ويحذرنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من هذا الفساد في حديث رواه ابن ماجة في سننه فيقول النبي صلى الله عليه وسلم "يا معشر المهاجرين، خصال خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم.

ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم" فاللهم احشرنا في زمرة الأمناء وأعنا على أداء الأمانة، اللهم هيئ للأمة أمناء يحملون عبء نصرها، فتنصرهم ومسؤولية صلاحها فتعينهم، اللهم إنا نسألك كريم الأخلاق وأن نكون من الأقربين يوم القيامة من رسولك ونبيك عليه الصلاة والسلام بحسن أخلاقنا، اللهم أنت القادر على ذلك، اللهم آمين، نستغفرك ونتوب إليك، فإنك أنت التواب الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.