رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 3:30 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن السر في إستجابة دعوة الثلاثة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 18 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الحامدين، ونشكره شكر الشاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد ذكرت كتب التفسير والفقه الإسلامي أن السر في إستجابة دعوة الثلاثة المظلوم والمسافر والصائم، هو للكسرة التي في قلب كل واحد منهم، فإن غربة المسافر وكسرته مما يجد العبد في نفسه، وكذلك الصوم فإنه يكسر ثورة النفس السبعية الحيوانية ويذلها، ‏فيا صاحب الكرب، تعرّض لكلمات الرب، وسلم قلبك لهدايات الوحي، فلا راحة ولا سكينة ولا أمان إلا بالقرآن.

واعلم أن القوة هي القدرة والعزيمة والجدية التي تمنح الفرد والأمة العزة والتقدم والردع، فهي صلابة وكمال وعدة وعتاد، فالله هوالقوي المتين، واعلموا عباد الله أن القوة المطلقة ليست إلا للقوي المتين فالقوة صفة ذاتية للذات الإلهية، ويقول شيخ الإسلام ابن كثير رحمه الله، الحكم له وحده لا شريك له، وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه "وأن الله شديد العذاب" كما قال تعالي " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد، ولا يوثق وثاقه أحد" ويقول لو علموا ما يعاينونه هنالك، وما يحل بهم من الأمر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم، لانتهوا عما هم فيه من الضلال، وتأملوا عباد الله إلى قوته و جبروته في إهلاك الظالمين وعقاب المكذبين، ويقول الطبري رحمه الله إن الله تعالي قوي لا يغلبه غالب، ولا يرد قضاءه رادّ، يُنفذ أمره.

ويُمضي قضاءه في خلقه شديد عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه، وكما ذكرت كتب التفسير والفقه الإسلامي أن من أعظم الأمور التي تمد العبد بالقوة هو إيمانه بالله تعالى وإعتصامه به جل شأنه وهذا الذي يصنع الأعاجيب وبه تصنع الأمم والحضارات هو الإيمان بالله عز وجل، فالمؤمن قوي لأنه يستمد قوته من الله العلي الكبير الذي يؤمن به ويتوكل عليه وهو عزيز لأنه يستمد عزته من العزيز، ومن كان يطلب عزة في الدنيا أو الآخرة فليطلبها من الله تعالي ولا تنال إلا بطاعته، فلله العزة جميعا، فمن اعتز بالمخلوق أذله الله ومن اعتز بالخالق أعزه الله، إليه سبحانه يصعد ذكره والعمل الصالح يرفعه، وإنه ينبغي أن لا ينسى العبد ربه في كل حال فإن العوائق جمّة، والحاجة إلى عون الله تعالي وتوفيقه في كل لحظة وآن.

ولنضرب على ذلك أمثلة على القوة الإيمانية، وهي قوة نبي الله نوح عليه السلام في مواجهة الكفرة والطغاة في تحد لم تشهد له البشرية نظير، فإنه التحدي الصريح المثير، وكان معه الإيمان وهو القوة التي تتصاغر أمامها القوى، وتتضاءل أمامها الكثرة، ويعجز أمامها التدبير، وكان وراءه الله تعالي الذي لا يدع أولياءه لأولياء الشيطان، إنه الإيمان بالله وحده ذلك الذي يصل صاحبه بمصدر القوة الكبرى المسيطرة على هذا الكون بما فيه ومن فيه، ويقول الشيخ علي القرني رحمه الله، إن العقيدة قوة عظمى، لا تعدلها قوة مادية بشرية أرضية أيا كانت هذه القوة، والأمثلة على ذلك كثيرة وبالمثال يتضح المقال، فاللهم انفعنا بالقرآن العظيم وبهدي النبي الكريم واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب ومعصية ومن كل إثم وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.