رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 19 سبتمبر 2024 3:18 ص توقيت القاهرة

السقوط والوقوع في الإنحراف

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 16 سبتمبر 2023
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد قال الجنيد لأن يصحبني فاسق حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني قارئ سيئ الخلق، وكما قال الجنيد أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات وإن قل عمله وعلمه، الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق، واعلم أن كل إنسان جاهل بعيوب نفسه، فإذا جاهد نفسه أدنى مجاهدة.

حتى ترك فواحش المعاصي ربما يظن بنفسه أنه هذب نفسه وحسن خلقه واستغنى عن المجاهدة، فلا بد من إيضاح علامة حسن الخلق، فإن حسن الخلق هو الإيمان، وسوء الخلق هو النفاق، وقد ذكر الله تعالى صفات المؤمنين والمنافقين في كتابه وهي بجملتها ثمرة حسن الخلق وسوء الخل، وسئل بعض العلماء عن علامات حسن الخلق فقال هو أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الصلاح صدوق اللسان، قليل الكلام كثير العمل، قليل الزلل قليل الفضول، برا وصولا وقورا صبورا شكورا رضيا حكيما رفيقا عفيفا شفيقا لا لعانا ولا سبابا ولا نماما ولا مغتابا ولا عجولا ولا حقودا ولا بخيلا ولا حسودا، بشاشا هشاشا يحب في الله ويبغض في الله ويرضى في الله ويغضب في الله فهذا هو حسن الخلق. 

وإن من الأسباب التي أدت إلى وقوع الشباب في الإنحراف والتساقط هو تساهل بعض الآباء مع أبنائهم، وتساهلهم هذا بحجة أنه يخشى عليه من التعقيد النفسي أو الإضطراب العاطفي، أو بحجة أن المجتمع كله قد فسد وضاع، وأن من طبيعة الشباب التساقط والإنحراف، بل ربما نسمع بعض الآباء يقول اتركوه فقد مررت أنا بمرحلة أقبح منه واسوأ، وكل هذه الذرائع والحجج الهزيلة هي في الحقيقة سبل من سبل التشجيع لهؤلاء الأولاد على السقوط والوقوع في الإنحراف وإعطائهم الفرص للتمادي في ذلك، لأنه يرى أن أهله خائفين منه، أو مشجعين له، أو ساكتين عنه، أو واقفين في صفه عند الوقوع في الشر والجريمة، فيجب على الأب أن يكون أهلا للمسؤولية، راعيا أمينا على من ولاه الله المسؤولية عليهم، وأن يرعى ذلك حق الرعاية.

وإذا عجز هو عن ذلك بدافع الخوف أو الإنشغال أو اليأس فعليه أن يتخذ سبلا أخرى تحفظهم وتعينهم على الالتزام والثبات، فإذا كان مسافرا أو مشغولا فليوجههم نحو من يتوسم فيه الخير والصلاح ليعتني بهم، ويقوم بتربيتهم ومتابعتهم والاشراف عليهم، ولا يتركهم عرضة وفريسة للشيطان، وإذا كان الأب قد وصل به الأمر إلى اليأس من صلاح ابنه أو الخوف منه فعليه أن يوجه شخصا آخر من نفس العائلة أو من الأقارب أو من الأشخاص الذين يحترمهم هذا الابن ويستمع إلى كلامهم ونصحائهم فيوصيه بالاعتناء به، والجلوس معه، والاقتراب منه، دون أن يعلم الإبن أنه هذا الشخص أو الطرف الثالث مرسل إليه من جهة أبيه، ولو فكر الأب تفكيرا صحيحا.

لإستخرج ألف طريقة وألف حل لمعالجة الخلل الذي يراه في أبنائه ويسد به النقص الموجود عندهم، والضعف التربوي الحاصل فيهم، بدلا من اليأس والملل وإغلاق الأبواب معهم بحجة أنه لا خير فيهم ولا أمل يرتجى منهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.