اليوم : الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء، فاللهم إنا نسألك وأنت الغنى ونحن الفقراء إليك، أنت القوى ونحن الضعفاء إليك، نسألك أن تغنينا من فضلك العظيم، وأن تجعل أيدينا دائما هى العليا وألا تجعلها هى السفلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأتيه الرجل فيعطيه ويعطيه ويعطيه حتى يعود الرجل إلى قومه يقول لهم " جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطى عطاء من لا يخش الفقر" اللهم صل عليه وعلى آله وصحيه أجمعين ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم القيامة ثم أما بعد.
إن العلم هو طريق المعرفة للإعتقاد في رب الأرباب سبحانه وتعالى، كما قال الله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله " ولإهتمام الإسلام بالعلم فقد جاءت أول آيات القرآن أمرا بالقراءة والتعلم، وأقسم الله تعالى بالقلم وهو من أدوات العلم وذلك لبيان فضله وعلو منزلته، وإن من فضائل المدينة المنورة وهي مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الإيمان يأرز إليها، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" رواه البخارى ومسلم، ومعنى ذلك أن الإيمان يتجه إليها ويكون فيها، والمسلمون يأمونها ويقصدونها يدفعهم إلى ذلك الإيمان ومحبة هذه البقعة المباركة التي حرّمها الله عز وجل، ومن فضائلها أنها تقضي على كل القرى فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"أمرت بقرية تأكل القرى يقولون لها يثرب، وهي المدينة" رواه البخارى ومسلم، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالهجرة لهذه القرية التي تأكل القرى، ومقصوده بأنها تأكل القرى أي تنتصر على القرى، وتكون الغلبة لها، ومن فضائلها أن النبي صلى الله عليه وسلم، حث على الصبر على لأوائها وجهدها، وقال صلى الله عليه وسلم "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" قاله في حق الذين فكروا في الانتقال من المدينة إلى الأماكن التي فيها الرخاء وسعة الرزق وكثرة المال، فعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة" رواه مسلم، وهذا يدل على فضل المدينة وفضل السكنى فيها، والصبر على الشدة.
واللأواء والجهد والضنك إذا حصل لأحد فلا يكون ذلك دافعا له إلى أن ينتقل منها إلى غيرها يبحث عن الرخاء وعن السعة في الرزق، ووكما أن من فضل المدينة المنورة هو الصبر على الشدة واللأواء والجهد والضنك إذا حصل لأحد فلا يكون ذلك دافعا له إلى أن ينتقل منها إلى غيرها يبحث عن الرخاء وعن السعة في الرزق، بل عليه أن يصبر على ما أصابه، فقد وعد بالأجر العظيم والثواب الجزيل من الله، ومن فضائلها أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن عظيم شأنها وخطورة الإحداث فيها عندما بيّن حرمتها، فعن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" رواه البخارى ومسلم.
إضافة تعليق جديد