متابعه/أيمن بحر..- د/عبد العال البهنسى
لم يكن يعلم محمد على باشا والي مصر أنه سيأتي يومًا ما في زمن ما ويهاجم البعض مستشفى قصر العيني التي أرسى قواعدها كأول مدرسة للطب في الشرق الأوسط ومرت السنون والأزمان والعصور حتى أصبحت مدرسة قصر العيني منارةً عالمية في الطب لها اسمها ووزنها بين الجامعات بفضل علمائها وأساتذتها الكرام الذين أخذوا على عاتقهم بناء اسم وسمعة قصر العيني حتى خرج من رحم طب قصر العيني كلية طب الإسكندرية وكلية طب عين شمس ليشعوا نورهم وعلمهم في شتى أنحاء المعمورة.
مستشفى قصر العيني التابع لجامعة القاهرة العريقة والواقع في المنيل في قلب قاهرة المعز يُقدم خدمة طبية متميزة وفريدة من نوعها من المستوى الثالث نظرًا لإمكانياته الجبارة والتي لا يُضاهيها مستشفى آخر فيتكون من 17 مستشفى بقوة 5200 سرير بالإضافة إلى 31 وحدة ذات طابع خاص يتردد على قسم الطوارئ بهذا المستشفى العريق 3000 مريض يوميًا أي نحو مليون مريض ويزيد سنويًا بالإضافة إلى أكثر من 2 مليون مريض يترددوا على العيادات الخارجية وحوالي نصف مليون مريض يتلقون الخدمة الطبية بالأقسام الداخلية ناهيك عن مئات الآلاف من العلميات الكبرى والمتقدمة في شتى التخصصات والتي تٌجرى على يد أكبر وأمهر أساتذة الطب في مصر بالإضافة إلى الثورة البحثية التي يقوم بها مستشفى قصر العيني والتي تخدم العلم والطب والبشرية والتي يتم نشرها في المجلات والدوريات العلمية العالمية والتي من شأنها أن ترفع اسم مصر عاليًا في كل المحافل والمؤتمرات الدولية.
كلية طب القصر العيني، هذه المؤسسة العريقة التي تحتضن داخل أسوارها ومعاملها ومدرجاتها 5800 طالب طب في شتى المراحل التعليمية بالإضافة إلى 18000 طالب دراسات عليا في شتى التخصصات الطبية وما لا يقل عن 300 طالب طب من الوافدين من الدول الأجنبية الذين جاءوا لينهلوا من علم وطب القصر العيني ليعودوا إلى بلادهم رافعين بكل فخر شهادة القصر العيني على صدورهم بالإضافة إلى 1100 طبيب يتخرج سنويا من كلية الطب ليركبوا قطار الصحة ويقدموا الخدمات الطبية بقرى ونجوع ومدن مصر المختلفة بالمشاركة مع خريجي الجامعات الأخرى، يرأس هذه الكلية ويتربع على عرش عمادتها الأستاذ الدكتور فتحي خضير أستاذ جراحة التجميل الذي استطاع أن يقوم بجراحة عاجلة وناجحة من أجل تجميل وإنقاذ اسم القصر العيني وتطوير شامل للعملية التعليمية والعلاجية ويشاركه في مهمته القومية فريق عمل كبير من أساتذة عظام وأجلاء ممن وضعوا على عاتقهم مسئولية رفعة شأن القصر العيني انطلاقا من واجبهم الوطني تجاة البلد، فتراهم يعملون ليل نهار من أجل تطوير هذه المؤسسة العريقة حتى تعود إلى ريادتها وأزهى عصورها فاستطاعوا في فترةٍ وجيزة تٌقدر بالعامين أن يُحدثوا طفرة في العملية التعليمية والإنشائية والتجهيزية للقصر العيني ككل.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تم زيادة عدد الأبحاث العلمية من 180 بحث في 2014 إلى 400 بحث علمي في 2017 فارتقي الترتيب والتصنيف الدولة للقصر العيني من المرتبة 551 إلى 251 من بين 18000 كلية طب على مستوى العالم لأول مرة في تاريخ طب القاهرة مما تُعد طفرةً وخطوةً للأمام وضعت القصر العيني في مكانه الطبيعي بالإضافة إلى خطة تطوير مستشفيات قصر العيني القديمة بأكملها والتي تنتهي في 2020 من أجل تحديث البنية التحتية والتجهيزية للمستشفيات لتواكب المعايير الدولية وتنعكس أثرها على مستوى وشكل الخدمة الطبية المقدمة للمواطن، وتم تشغيل مستشفى الطوارئ الجديد بقوة 185 سرير ليُساهم بشكل كبير في حل أزمة الطوارئ في القاهرة الكبرى، وسيتم افتتاح وحدة الحروق والتي تعد أكبر وحدة حروق في مصر وذلك يوليو القادم، تم تجديد وحدة الأطفال المبتسرين بطاقة 36 حضانة جديدة بجميع مشتملاتها من أجهزة تنفس صناعي ومونيتور وتم إنشاء وتجهيز وحدة رعاية للسكتة الدماغية بطاقة 32 سرير مجهز على أعلى مستوى بالإضافة إلى استمرار عمليات التطوير المستمر للإنشاءات مثل مستشفى المنيل وطوارئ أبو الريش وتجديد شبكة الكهرباء المتهالكة منذ الثمانينيات بتكلفة 11 مليون جنيه وتجديد مستشفى الملك فهد بتكلفة 18 مليون جنيه وتم تسليم أرض مبنى عيادات أبو الريش للطرف الياباني والذي يتكلف 18 مليون دولار كمنحة لا ترد من الحكومة اليابانية وأخيرا افتتاح وحدة طب الجنين كمنحة من المجتمع المدني وجاري البدء في وضع أساسات مبنى متعدد الخدمات الذي يضم معهد للتمريض وجراج للسيارات بتكلفة 82 مليون جنيه.
إن القصر العيني في ثوبه الجديد أشبه بخلية النحل التي تعمل بروح الفريق يقودها قائد مستنير من طراز رفيع يعاونه فريق تقني على أعلى مستوى من أجل هدف واحد هو ريادة قصر العيني وتيسير الحصول على الخدمات الطبية.. فيا من تهاجمون قصر العيني لأنه يتحمل فوق طاقته ولا يغلق أبوابه أمام مريض طوارئ وينقذ آلاف الأرواح يوميًا نظرًا لقوة الخدمة الطبية المقدمة استقيموا يرحمكم الله وارفعوا أقلامكم عن هذه المؤسسة العريقة الناجحة بحكم التاريخ ولا تهدموا في أركان الدولة ومؤسساتها ومدوا أيديكم بالخير لأهل الخير والطب بالقصر العيني من أجل صحة المصريين.
إضافة تعليق جديد