رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 26 يناير 2025 10:30 م توقيت القاهرة

المرأة جذر المجتمع الصالح

بقلم محمد الكعبي

تشكل المرأة ركن من أركان الأسرة المهمة والحساسة لما تتمتع به من خصائص قد لا تتوفر عند غيرها وهذه من المنن الربانية التي حباها المولى تعالى، لتكون محل نظر الشارع المقدس لمهمة جليلة قد انيطت بها وهي بناء أمة بكل ما تحمل هذه الامة بين طياتها من صراع وتصادم وتضاد، فكانت المرأة السور والمحامي والجندي الذي يبذل كل ما يملك من أجل انقاذ من يعنيها أمره، فعانت الارهاصات على مستوى النظرة الاجتماعية لها و الزواج والتعليم وبعدها الولادة والتربية، ومهمتها في تعليم وصقل المواهب لدى الابناء وترسيخ المفاهيم الصالحة في نفوس اسرتها من خلال روحها الزكية العطرة، وهي الشجرة المثمرة المعطاءة التي لا تعرف للعطاء حدود فكان ليلها نهار، وتعبها راحة ، ومرضها ابتسامه , لا تصرح بجراحتها بل تتعالى على كل الآلام من اجل أن تحتفظ بصورتها الجميلة أمام أسرتها لأنها منبع العطاء المتدفق من نهر الوفاء والاخلاص والتضحية، انها عبير، عبير الحب و الخير والرقة والرحمة والوفاء، قد عَبرَت بروحها بحار الحزن والحرمان لتضم بين جناحيها كل الاحبة لتغمرهم بحنانها.
المرأة عنصر أساسي في المجتمع على مختلف الأصعدة وذلك لأهميتها ودورها الحساس في أنشاء جيل يتحمل اعباء مهمة الخلافة الربانية من خلال تعاطيها مع أبنائها وتربيتهم وبث روح الدين والصلاح فيهم، وكان للصفات التي يراد للمرأة حملها محل نظر وتأمل الجميع وغاية يسعى لها الكل، فاختيار الزوجة الصالحة ذات المواصفات الخاصة التي تتمثل بالدين والخلق الرفيع مطلب يسعى له الجميع، وفي نفس الوقت ورد التحذير من اختيار المرأة ذات الطبائع السيئة والتي ليس لها القدرة على نظم أمرها وادارة شؤون اسرتها مما يعرض صرح الاسرة العظيم للانهيار والدمار.
كان الاسلام حريص على تحديد مواصفات خاصة بالمرأة والرجل والتي تعبر عن قيمة بناء الأسرة وتنظيم هيكلها وحجم اهتمام الشارع المقدس بها، لذا ورد عن الحبيب المصطفى ’: إيّاكُم وخضراءَ الدّمن، فقيل: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟، فقال: المرأة الحَسناء في منبت السوء)،
لأن سوء الخلق مؤشر خطير ينذر على عدم قدرتها على قيامها بواجباتها الاسرية وخصوصاً تربية الابناء والتي تعتبر وظيفة تضامنية بين الزوجين كل بحسبه لأنها مهمة مقدسة تحتاج على جهد استثنائي.
المرأة العاقلة ذات البصيرة السليمة عليها إدراك مالها وما عليها من الحقوق والواجبات وخصوصاً في هذه الدنيا الطويلة العريضة المملوءة بالمشاكل والاحداث والتي تحتاج إلى تعامل خاص وفق رؤية صحيحة منبثقة من تعاليم اجتماعية سليمة تعبر عن التفاعل الديني بين الشخصية الانسانية وبين الاحداث والتي تترجم تلك التعاليم من خلال السلوك العملي بين الافراد، ويجب حضور لغة الاحترام والود والتفاهم الهادف والهادئ، وأن أغلب حالات الصراع والتفكك الأسري والطلاق نتيجة تداخل الوظائف وفقدان لغة الحوار والتكبر والعناد والتعنت وتدخل الأهل والاصدقاء السلبي وفقدان الثقة بين الازواج وغيرها اسباب تهدد استقرار الاسرة.
فالحياة الزوجية تندرج تحت مجموعة ليس بالقليلة من الحقوق والواجبات يتوجب على كلا الزوجين رعايتها واحترامها، كما إن معرفة مثل هذه الحقوق والواجبات يمثل الخطوة الأهم والأساس في الطريق الصحيح لبناء الأسرة المتكاملة السعيدة والذي ينبغي على جميع أفراد المجتمع السعي إلى تحقيقها وتأسيسها وتطويرها من خلال تفعيل دور المؤسسات الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاعلامية من نشر التعاليم والقوانين بين افراد المجتمع.
المرأة الصالحة المؤمنة تحمل رسالة الإباء والعزة والكمال، أنها المعلم والطبيب والمحامي الذي يعمل بلا كلل ولا ملل، انها الجمال والدلال والحب والحنان، أنها عبير الروح و البهاء والرقة والحب المودوع في دواخلها وبين جنبيها الذي تنثره على أسرتها، انها المرأة بكل ما في الكلمة من تجليات واشراقات تنير برونقها ظلمة الحياة وتعيد البسمة على شفاه المحرومين انها الأم والاخت والبنت والزوجة، انها هبة الله في عالم الوجود، فهي المعلم والناصح والمرشد والمربي والانيس، أنها القلب الكبير الذي يضم الجميع، انها المرأة بكل ما تحمل، حيث استحقت ان تكون الجنة تحت قدميها، أن اختيار المرأة الصالحة ضرورة دينية وعقلية لأنها الجذر الاصلي للأسرة والمجتمع فإذا صلح صلحت الأسرة عندها سيصلح المجتمع وتنعم البشرية بالراحة والامان، شكراً أمي أختي زوجتي أبنتي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.