رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 10 يناير 2025 7:52 م توقيت القاهرة

المسلمون بأدنى البلقاء من الأردن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي نصب الكائنات على وحدانيته حججا، وجعل لمن اتقاه من كل ضائقة مخرجا، وسبحان من أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين، افترض على العباد طاعته وتوقيره ومحبته، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، هدى به من الضلالة وعلم به من الجهالة، وكثر به بعد القلة وأعز به بعد الذلة وأغنى به بعد العيلة، وبصر به من العمي وأرشد به من الغي، وفتح برسالته أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد تسليما كثيرا ثم أما بعد، إن الشهداء ثلاثة أنواع وهم شهيد الدنيا فقط، وشهيد الآخرة فقط.

وشهيد الدنيا والآخرة معا، فشهيد الدنيا والآخرة معا هو الذي يقتل في الجهاد في سبيل الله مقبلا غير مدبر لا لغرض من أغراض الدنيا، أما شهيد الدنيا فقط فهو من قتل في الجهاد لكن قتاله كان رياء أو لغرض من أغراض الدنيا أي لم يكن في سبيل الله، فهو في الدنيا يعامل معاملة الشهيد فلا يغسل ولا يصلى عليه، وينتظره في الآخرة ما يستحق من عقوبة جزاء سوء قصده وخبث طويته فهو أحد الثلاثة الذين أول من تسعر بهم جهنم كما جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، أما شهيد الآخرة فقط فهو من يعطى يوم القيامة أجر الشهيد ولكنه لا يعامل معاملته في الدنيا بل يغسل ويصلى عليه ومنهم المبطون والطعون والغريق والحريق وصاحب الهدم والمرأة تموت جمعا بأبنها وغيرهم، ومما تقدم نعلم أن المسلم الذي يموت بإحدى هذه الميتات التي فيها شدة وألم. 

نرجو أن يكون من الشهداء، ويدخل في الشهداء كل من مات وهو يسعي على رزقه وأولاده وأهله والعمل من أجل بناء أسرته ووطنه إذ يعد سعيه على معيشته جهادا في سبيل، وإن من بين الغزوات التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن معهم هي غزوة مؤته، وغزوة مؤته كانت بأدنى البلقاء من الأردن في شهر جمادى الأولى في السنة الثامنة للهجرة، وكان سببها هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير الأسدي بكتابه إلى الشام، إلى ملك الروم وقيل إلى ملك مصر، وهو في طريقه تعرض له شرحبيل بن عمر الفاني وأوثقه رباطا وقدم عنقه فضربه، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غيره من الرجال الذين بعثهم بالكتب إلى الملوك على هذا النحو فإشتد الخبر على الحبيب صلى الله عليه وسلم، حين بلغه الخبر وإشتد عليه أمره فبعث بعثة إلى مؤته وأمر على الناس زيد بن حارثة.

وقال صلى الله عليه وسلم إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس، وأمر إن أصيب زيد فجعفر، إن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، وتجهز الناس وتهيؤوا للخروج وهم ثلاثة آلاف ولما حضرهم خروجهم ودّع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلموا عليهم فلما ودع عبد الله بن رواحة صار يبكي فقيل له ما يبكيك؟ فقال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ءاية من كتاب الله يذكر فيها النار "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا" فكيف لي بالصدر بعد الورود كيف يكون حالي بعد أن أرد إلى النار، ولأنكم تعلمون أن كل الناس يردوا على جهنم فمنهم من يرد ورود دخول إلى الجنة ومنهم من يرد يسقط في جهنم والعياذ بالله.

كيف لي بالصدر بعد الورود، ثم قال لهم الناس صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله بن رواحة لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات قرع تقذف الزبد أو طعنة تقذف الأحشاء والكبد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.