اليوم : الأحد الموافق 13 أكتوبر 2024
الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن هذه المصيبة الكبري وهي الحرب الشرسة علي الإسلام وأهله يجب على الأمة أن تكون واعية مفكرة مستعدة دائما وأبدا، فتربي أبناءها التربية الصالحة، فإن خيرتنا شريان حياتنا، تحت أقدمنا، ومع هذا فالخوف والرعب في قلوبنا من أعدائنا، وكأننا لن نستطيع أن نحل مشاكلنا، ولن نستطيع أن ندبر أمورنا، حتى نرجع إلى أعدائنا، فكم فرقوا بلادنا، ومزقوا شملنا، وألقوا الفرقة بين أبناءنا.
حتى صار من الإسلام مسرحا لمؤامراتهم، ونواياهم السيئة، فرقوا الأمة، شتتوا شملها، شردوا أبناءها، أوقعوا فيها من البلايا ما أوقعوا، وأعداؤنا هم أعداؤنا بالأمس، وأعداؤنا اليوم، ويجب على الأمة أن تستشعر بأنها أمة مسلمة، فالأمة لها القيادة الصحيحة، فهي أمة يجب أن تربي شبابها على التربية الصالحة دينيا، وعسكريا وإقتصاديا، وكل ما دعا الحياة إليه، علينا ننهض بأمتنا، فلعقول غير مقبورة، ولكن يفقدنا الإخلاص والصدق في أمورنا كلها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وإن من يتأمل واقع الأمة وواقع أعدائها، وأن سياستهم معنا متقلبة يوم مع كذا ويوم مع كذا، ويوم يمد مع هؤلاء، ويقطع المد عن هؤلاء، فلماذا هذا التناقض وهذا الاضطراب؟ إنما يدل على أنهم لا يريدون خيرا، وإنما يريدون أن يخضعونا إلى ما يريدون، وإلى ما يشتهون، وهذا كله ضعف وهوان، وإنه ينبغي على المعلم أن يحترم الإختلافات الفردية بين تلاميذه.
فلا يقحم الجميع في مستوى واحد ويطلب منهم جميعا أن يصبحوا نسخة واحدة كلها إيجابيات لأن هذا ضرب من المستحيل، فلكل تلميذ قدراته الإستيعابية وأسلوبه الخاص ولا يمكن أن يصبحوا ممتازين على جميع المستويات، واعلم أيها المعلم أن لكل قدراته الخاصة جدا ومهاراته في نواحي معينة من المعرفة الإنسانية، فساعد كل واحد على الإستفادة من قدراته بأقصى الإمكانات المتاحة، ولا يجوز أن يكون المطلوب من التلميذ الفلاني أن يكون متفوقا لأن ذلك ضد منطق الأشياء، وإنما المطلوب من التلميذ أن يبذل الجهد الذي يقدر على بذله ثم يسلم أمره لله تعالي لأن العبد مطلوب منه تقديم الأسباب أما النتائج فعلى الله وحده، ومنه فإن التلميذ لا يلام لأنه لم يأخذ مثلما أخذ فلان، بل يلام لأنه لم يبذل الجهد الذي يقدر على بذله، وحافظ أيها المعلم على إبتسامتك وهدوء أعصابك.
وإعلم أن غياب إبتسامتك يعني غياب أجمل وأرق وأقوى وسيلة إتصال بينك وبين تلميذك، ويلاحظ للأسف الشديد أن بعض المعلمين يفقدون أعصابهم لأتفه الأسباب، فيخرج الواحد منهم من القسم منهك القوى وكأنه خارج من معركة حامية الوطيس، مع أنني أُسلم بالمتاعب الضخمة التي يعاني منها المعلم أثناء أدائه لدوره التعليمي والتربوي، وعلي المعلم أن يلتزم الهدوء وأن يدرب نفسه على ذلك تدريجيا وأن لا ينفعل لأي حادث يحدث من التلميذ، وعليه أن يعلم بأن هدوء الأعصاب ينتج تعقلا وروحا مرحة جذابة وقادرة بإذن الله تعالي على إذابة جليد المشكلات والأزمات، وقد أوصى بذلك المصطفى صلي الله عليه وسلم "لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب تدخل الجنة"
وأن هناك بعض الأساتذة والمعلمين يشتاق التلاميذ طيلة السنة الدراسية إلى إبتسامة واحدة منهم فلا يظفرون بها وقد يكون السبب هو التأثر المبالغ فيه للأستاذ بمشاكل التعليم والتلاميذ مهما كانت بسيطة وقد يكون السبب هو طبع خاص جفاء وبرودة وثقل ظل عند الأستاذ جاء معه من صغره، وإذا عاش التلاميذ مع أستاذ من هذا النوع فلا لوم عليهم إذا كرهوا مع الوقت المادة التي يدرسها هذا الأستاذ وكرهوا كذلك أستاذ هذه المادة.
إضافة تعليق جديد