بقلم .. خولة خمري
صحفية وباحثة أكاديمية في قضايا حوار الحضارات والأديان
Khaoula.khamri@hotmail.com
في لقائي مع الشاب والناشط المدني الجزائري صهيب دليح صرح أنه يتعين على الحكومات العربية الاهتمام أكثر بالنشاط المدني حيث قال بأن المجتمع المدني يعتبر من أهم الركائز والدعائم لبناء الأوطان ،من خلال مشاركته في البناء والمساهمة في رقي المجتمع وهذا من خلال ما يتوفر عليه المجتمع المدني من امتيازات تكفلها له القوانين والنظم من مساهمة ومشاركة ومراقبة عن طريق منظمات وجمعيات ونقابات ونوادي رياضية تهدف كلها لخدمة الصالح العام في إطار ما تسمح به قوانين الجمهورية ونظامها الداخلي هذا وأكد أنه ومن هذا المنطلق نلاحظ أن في الآونة الأخيرة المجتمع المدني يقوم بدور جبار ويعطي إضافة حقيقية لبناء وطنه من خلال تقوية اللحمة الوطنية وحملات التضامن في حالة وقوع كوارث إنسانية مثلما حصل بالجزائر في الأيام الأخيرة عندما احترقت غابات خنشلة حيث كان المجتمع المدني في الواجهة لمواجهة الكارثة .... أو من خلال ندوات فكرية علمية من أجل ترقية الفرد الجزائري والعربي وجعله فرد صالح يساهم في بناء وطنه ،كما أن له صلاحيات إعطاء أفكار أو برامج للأجهزة التنفذية من أجل تجسيدها على أرض الواقع ومتابعتها ويكون شريك أساسي في التنمية المحلية والمدافع على مصالح المواطنين من خلال جمعيات الأحياء.
هذا وقد أكد الأستاذ خلال سؤالنا له عن ما يمكن أن ننتظره من المجتمع العربي حيث أكد أن المجتمع المدني مطالب أكثر من ذي قبل أن يرفع التحدي ويبذل مجهود إضافي بغية المساهمة الحقيقية والفعالة في بناء وطنه، ومن المطالب الحقيقية التي تقع على المجتمع المدني في المرحلة الراهنة هي العمل على توعية المواطن بحجم المخاطر التي تتعرض لها الجزائر والوطن العربي ككل من الجانب الأمني أو الاقتصادي ...الخ وهذا بجعل المواطن يتمتع بالحس الأمني لكل ما يحاك لوطنه من عمليات اختطاف الأطفال والجريمة المنظمة وتهريب المخذرات والمخاطر المحيطة بدولنا من جميع الاتجاهات والحدود.
من هذا المنطلق على المجتمع المدني أن يأخذ بزمام الأمر ويكون أكثر جدية من ذي قبل ويساهم مساهمة حقيقية لرفع التحدي والعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة بغية النهوض بوطننا الحبيب ونبتعد عن ظاهرة الاتكال فالوطن يبنيه الجميع ويساهم في عملية بنائه الجميع وكل حسب طاقته ومقدوره وقد صرح قائلا: " الهدف من نضالي في العمل الجمعوي هو العمل بكل إخلاص وتفاني من أجل تشكيل جبهة داخلية صلبة متينة وتكوين مجتمع مهيكل ومنظم مطلع بمهامه نحو وطنه ويساهم في تنمية وطنه ويكون سند ومراقب لمؤسسات بلاده مجتمع يكون إيجابي ويكون يتمتع بصفات المواطنة الحقة الذي تذوب من خلاله كل الأيديولوجيات والتوجهات القبلية والجهوية مجتمع يحافظ على بلده من كل أشكال الفتن والمؤامرات.
أما بخصوص التنمية فقد أكد الأستاذ أن هناك الكثير من الجمعيات ساهمت بالأفكار جد قيمة وكانت دوما في العمل الميداني من خلال عمليات التشجير وقد أكد الأستاذ في هذا الشأن على ضرورة إعادة بعث السد الأخضر بالإضافة إلى تأكيده على أنه مستعد لتقديم برامج ومشاريع لبعض البلديات لتجسديها على أرض الواقع وكله يرجع بالفائدة على الصالح العام ،كما نذكر أيضا المساهمة الجبارة التي قامت بها الجمعيات والمنظمات لتحسيس المواطن من مخاطر كوفيد 19وايضا وقفهم بجانب الأسلاك الطبية من خلال الدعم المادي والمعنوي هذا هو المجتمع المدني الحقيقي يجب أن يكون فعال وحيوي ويتطلع لما هو أكبر لخدمة وطنه بالدرجة الأولى وخدمة أمته ككل من إحياء مورثها الثقافي والحضاري والحفاظ على هويته واصالته في ظل متغيرات كبيرة عولمة لا ترحم وتأكل الضعيف ولهذا يجب على المجتمع المدني الجزائري والعربي عامة أن يكون فطن ويكون مساهم حقيقي أولا للحفاظ على المكتسبات وثانيا المساهمة في تقديم الإضافة المرجوة لوطنه وأمته المجيدة.
كما صرح الناشط المدني صهيب دليح في نهاية حديثه بأنه مستعدا لقبول دعوة أي مؤسسة تود منه توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بسبل هيكلة وتنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني كما صرح أنه مستعدا لتقديم كامل خبرته للمؤسسات العربية في إطار المشاريع التنموية الخاصة بعالم المنظمات والمجتمع المدني وتطوراته وسبل الاستفادة من التجارب الناجحة في مجال الاستفادة من التكنولوجيا وتطوراتها وذلك من خلال تقديمه لخطط إستراتيجية للمؤسسات والحكومات، فعلى المجتمع المدني أن يكون مهيكل ويعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسات بلاده ويكون أيضا مراقب للمؤسسات والهيئات".
إضافة تعليق جديد