تعد عملية اختيار الرئيس الأمريكي الجديد من أكثر العمليات الانتخابية المعقدة في العالم، إذ تمر بعدة مراحل معقدة، وأحيانا يصل المرشح للبيت الأبيض بدون تحقيق أغلبية شعبية، مثلما حدث عام 2000 عندما فاز جورج بوش بالانتخابات رغم تفوق منافسه الديمقراطي آلجور بنصف مليون صوت، وذلك لأن نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعتمد على المجمع الانتخابى، وهو أنه لكل ولاية عدد مقاعد بمجلسي الشيوخ والنواب، فلكل ولاية مقعدان في الشيوخ، وعدد مقاعد بمجلس النواب يتناسب مع الكثافة السكانية لكل ولاية، فمثلا ولاية كاليفورنيا لها 55 مقعدا، وولاية وايمنج لها 3 مقاعد فقط، ومجموع المقاعد "538"، فالمرشح الذي يفوز بأغلبية المصوتين في كاليفورنيا كمثال يحسب له الـ"55" مقعدا المخصصين للولاية، وهكذا في أغلب الولايات، باستثناء ولايتى نبراسكا وماين، اللتين تقسم فيها الأصوات بحسب نسب التصويت الشعبى، ومن يحصل على 270 صوتا أو أكثر يفوز بالرئاسة.
ومع قرب انطلاق المرحلة الحاسمة لاختيار الرئيس الأمريكي الجديد، سواء بإعلان فوز هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية، أو دونالد ترامب المرشح لجمهوري، توضح "فيتو" الـ5 خطوات المعقدة لاختبار أحدهما.
1. الانتخابات التمهيدية
بعد تسجيل المواطنين أسمائهم في قوائم المشاركة في الانتخابات، يدخلون مرحلة الانتخابات التمهيدية وفيها يختار المواطن مرشحًا لكل حزب، تبدأ في الأول من فبراير ومطلع يونيو 2016 بمواعيد مختلفة في كل من الولايات الـ50، والأراضي الأمريكية التي لها وضعية خاصة مثل بورتوريكو.
وفي كل انتخابات تمهيدية، يحصل المرشحون على عدد معين من المندوبين، وفي معظم الأحيان، يحتسب العدد نسبيا حسب نتيجتهم في الانتخابات (البعض يعطي كل أصوات المندوبين للفائز- وهذا الخيار من اختصاص الأحزاب حصرا).
وفي بعض المناطق مثلما يحدث في ولاية آيوا، تقوم الأحزاب وليس السلطات بتنظيم الانتخابات التمهيدية وتحدد موعدها، وينظم حينئذ "مجلس انتخابي"، إذ يشارك الناخبون في تجمع لأعضاء الحزب مساء تطرح خلاله مواضيع عدة بينها التصويت لاختيار المرشح.
2. مؤتمرا الحزبين وتنصيب المرشحين
في يوليو، يجتمع الجمهوريون في كليفلاند (أوهايو)، والديمقراطيون في فيلادلفيا (بنسلفانيا)، وقبل ذلك، يكون الفائزان بالانتخابات التمهيدية اختارا مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس.
ويعقد كل حزب مؤتمرا من الإثنين وحتى الخميس بفارق أسبوع، ويختار المندوبون المرشح في اليوم الأخير.
ويعطي هذان المؤتمران إشارة الانطلاق "للانتخابات العامة".
3. المناظرات الرئاسية الثلاث
منذ العام 1976، يتواجه المرشحان الديمقراطي والجمهوري في مناظرات منتظمة في سبتمبر أكتوبر، ونسبة المشاهدين مرتفعة جدا، وقد تابع المناظرات أكثر من 60 مليون مشاهد في العام 2012.
4. الانتخابات المبكرة
تتيح 37 ولاية أمريكية من أصل 50، إمكانية التصويت المبكر، سواء في مراكز الاقتراع أو عبر البريد.
وبدأ الناخبون الأمريكيون في ولاية فلوريدا، الإثنين الماضي، التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية.
ولا تغني مراحل العملية الانتخابية الأمريكية عن حدوث المخالفات، إذ أوقفت سلطات ولايتي فيرجينيا وفلوريدا الأمريكيتين ثلاثة مواطنين مشتبهين بالتورط بمخالفات في عملية انتخابات الرئاسة المبكرة.
وفي فلوريدا تتهم جلاجوس كويجو (74 عاما) الموظفة بأحد مراكز الاقتراع بتزوير وثائق مرتبطة بالعملية الانتخابية بتعمد، بينما تتهم توميجا كورجيل بتسجيل أصوات خمسة مواطنين متوفين.
وفي فيرجينيا احتجز المواطن وفاي مساكي الذي "كان يسجل ناخبين غير موجودين أصلا".
5. الانتخابات الرئاسية والهيئة الناخبة
يُنتخب الرئيس الأمريكي بالاقتراع العام غير المباشر بدورة واحدة، ويحدد موعد الانتخابات يوم الثلاثاء، الذي يلي أول اثنين في نوفمبر.
ويختار الأمريكيون مجموعة من كبار الناخبين يشكلون هيئة ناخبة من 538 عضوا تنتخب بدورها الرئيس ونائب الرئيس في ديسمبر.
وفي كل ولاية، هناك عدد من كبار الناخبين يوازي عدد المقاعد المخصص لها في مجلسي الشيوخ والنواب (اثنان ثابتان لكل ولاية في مجلس الشيوخ، وواحد على الأقل في مجلس النواب بحسب عدد السكان)، فلدى كاليفورنيا مثلا 55 ناخبا كبيرا ولدى وايومينج لها ثلاثة فقط.
والمرشح الذي يحصل على أصوات 270 من كبار الناخبين يفوز في الانتخابات، ويمكن استخلاص النتيجة اعتبارا من ليلة انتهاء الانتخابات.
إضافة تعليق جديد