رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 9 يوليو 2025 3:08 ص توقيت القاهرة

بقلم ياسمين حافظ.. نكتفي بهذا القدر من الصمت

بعد تعرض المجتمع المصري للكثير من الحوادث والكوارث الإنسانية التي يشهدها مؤخرا بشكل مثير للدهشة من حوادث التحرش والاغتصاب وتعذيب الأطفال وحالات الخطف وحوادث السرقة والقتل والنصب، وإنهيار العديد من العادات والتقاليد الشرقية لدينا وأسس وقواعد الدين وتعاليمه، وإنتشار الكثير من الانحرافات الأخلاقية التي أصبحت عادة أساسية في المجتمع، ....لذلك من هنا يبدأ سؤالي .. لماذا كل هذا الصمت الرهيب من المسئولين في الدولة وعدم التحرك سريعا لاتخاذ الحلول اللازمة لإعادة بناء المجتمع بشكل واعي وسليم ؟!! .. إلى متى سنظل مشاهدين للأحداث المحيطة حولنا ولاسيما الإعلام المصري الذي يعرض واقع المجتمع بأحداثه الأليمة دون تقديم حلول والسعي وراء الحلول بشكل سريع ؟!!

إلى متى سنظل بهذه الصورة السلبية في مجتمعنا !! .. ونغضب ونثور في ذروة الأحداث حينها وتكون بمثابة الضجة ثم سرعان ماتنتهي مع ظهور كارثة أو ضجة إعلامية ومجتمعية أخرى، ثم تنتهي مع ظهور غيرها وهكذا نحن نعيش في المجتمع دون جدوى و لا تأثير قوي سليم .

فنحن أصبحنا جميعا بلا إستثناء في حالة من اللامبالاة والتحطيم، نعم أصبحنا في حالة تحطم قلبي وذهني وعقلي، من كثرة مانشاهده من كواراث وحوادث إنسانية قهرت أنفسنا أجمعين وكأننا بقايا إنسان، وأيضا أصبحنا جميعنا مذنبين في حق أنفسنا وحق المجتمع، لأننا نكتفي فقط بالغضب والثورة على تلك الكوارث عند حدوثها، بكم هائل من الهجوم والانتقادات على مواقع السوشيال ميديا، بجانب هجوم الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، ولكن سرعان ماتنتهي هذه الانتقادات مع ظهور مشاكل مجتمعية أو سياسية أو إقتصادية أخرى، ونعيد المشهد الثوري مرة أخرى وهكذا وهكذا نعيش ونتعايش مع هذا الواقع المرير، ... فأين هو الحل لمثل هذه الكوارث والحوادث المتكررة بشكل يومي، وحتى الأن لم تتخذ حلول واقعية سليمة تفيد المجتمع بشكل صحي كبير ؟!!

فالحل هنا يكمن في إتخاذ القرارات الصائبة من مسئولي الدولة بالكامل، وهى الردع مع كل من يخرج عن القانون والدين والإنسانية وتفعيل القوانين الصارمة، والرقابة ثم الرقابة ثم الرقابة بكافة أشكالها وأنواعها في جميع المجالات ولاسيما الإعلام بكافة أشكاله، لأنه يؤثر بشكل كبير على جميع المواطنين والذين يتعرضون له بشكل يومي، كما أن الرقابة على كل فيديوهات اليوتيوب من أغاني و أفلام إباحية وأفلام كارتون غير أخلاقية وكل ما يعبث في عقول شبابنا وأطفالنا وإثارة الشهوات الجنسية لديهم وكل ما يهدف إلى نشر الفساد والأفكار الهدامة بكافة أشكالها، فيجب حجبهم بالكامل بواسطة الجهات المعنية المختصة وتحركها بشكل سريع، وذلك لشدة ماوقع على المجتمع بسبب تلك الانحرافات الأخلاقية مع غياب الرقابة تماما وغياب الوعي الديني والأخلاقي والثقافي في المجتمع، فمن الضروري التصدي لهذه الكوارث بعمل حالة طوارئ في المجتمع وتشكيل لجنة مسئولة عن الرقابة لاتخاذ الحلول اللازمة للخروج من هذه الأزمات التي نعاني منها، مع زيادة الخطابات الدينية والثقافية والأخلاقية الرنانة النابعة من مصادرها الحقيقية، مع تكثيف الحملات الإعلانية والإعلامية والتي تدعو إلى الأخلاق الحميدة كحملات " لا للإدمان" والتي قدمها الفنان " محمود عبد المغني " والفنانة " سوسن بدر"، ونشر مثل هذه الحملات بشكل كبير وواسع على نطاق الجمهورية، وعمل المسلسلات والأفلام والأغاني الهادفة والتي تدعو إلى نشر الأخلاق والقيم والمبادىء كما كان يحدث قديما أيام زمن الفن الهادف الجميل، والذي كان بالفعل له دورا كبيرا في تغيير بعض المفاهيم وبعض القوانين في المجتمع، ولكي يحدث التأثير المطلوب ومواجهة كل خلل موجود في المجتمع بشكل فعال وصريح، فعلينا جميعا مواجهة مشاكلنا الكثيرة في المجتمع بشكل إيجابي سليم، ونكتفي بهذا القدر من الصمت الرهيب، فقد حان وقت الردع والتغيير .

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.