بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، إن الصلاة مصدر للسعادة والسكينة ومعاينة حلاوة الإيمان ولذة الطاعة، فإن فيها صلة وقربا من الله تعالى وفيها من الفوائد الدنيوية والأخروية ما لا يعد ولا يحصى، فالصلاة باب لتيسير الامور وتفريج الكروب ودفع البلاء وفيها تكفير الخطايا والذنوب، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرّات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء.
قال فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا، وكما أن الصلاة باب للرزق، وهي أول شروط النصر والتمكين، وإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فتطهر القلوب من درن الذنوب والمعاصي، والصلاة هي المفزع عند الجزع، وإليها الهرب عند الهلع واللجوء عند الخوف لذا كانت قرة عين النبي صلي الله عليه وسلم فإذا حزبه أمر أو نزل به كرب فزع إلى الصلاة، والصلاة راحة النفس وطمأنينة القلب ولهذا قال صلى الله عليه وسلم "وجُعلت قرة عيني في الصلاة" رواه البخاري ومسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول "يا بلال أرحنا بالصلاة" رواه الترمذي، ولقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من صلاة النافلة تقربا لله رب العالمين.
ومحبة له وطلبا لمرضاته وحتى ينال الولاية والهداية، لذا نجده صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة وربما صلاها عشر ركعات، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله، وكان صلى الله عليه وسلم يطيل صلاة الليل فربما صلى ما يقرب من خمسة أجزاء في الركعة الواحدة، فكان ورده من الصلاة كل يوم وليلة أكثر من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشر ركعة، كما كان صلى الله عليه وسلم يكثر من النوافل الأخرى كالصوم والصدقة فكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر، ويتحرى صيام الاثنين والخميس.
وكان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا، بل كان يصومه كله ورغب في صيام ست من شوال، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم، وكان صلى الله عليه وسلم يواصل الصيام اليومين والثلاثة وينهى عن الوصال، وبيّن أنه صلى الله عليه وسلم ليس كأمته فإنه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن عمروا أوقاتهم بذكرك، وأن تجعلنا ممن يشهد لهم بالخير يوم الدين، اللهم كفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مسلمين، اللهم أحينا مؤمنين، وأمتنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق جديد