إعداد :سكينة جوهر ، محمد سعيد أبوالنصر .
الْحَمْدُ لِلهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَبَعْدُ... جَاءَ فِي فَتَاوَى الأزهرِ مَا يَلِي : مُسَاعَدَةُ الْمُسْلِمِ لِجَارِهِ الْمَسِيحِيِّ - فِي حَالِ إِذَا طَلَبَ الْأَخِيرُ المُسَاعَدَةَ -، مِنَ الأمُورِ الَّتِي فُطِرَ النَّاسُ عَلَيْهَا، وَحَضَّ عَلَيْهَا الشَّرْعُ؛ فَمِنَ الطّبيعِيِّ أَنْ يُسَاعِدَ الإِنْسانُ نَظِيرَهُ فِي الإِنْسَانِيَّةِ أيًّا كَانَ دِينُهُ أَوْ لوْنُهُ أَوْ جِنسِهِ, كَمَا أَنَّ هَذَا الفِعْلَ يَدُلُّ عَلَى نَقَاءِ الْفِطْرَةِ وَكَرَمِ الأَصْلِ.
أَمَّا مَنْ يَزْعُمونَ أَنَّ الإِسْلَامَ حَرَّمَ عَلَى أَتْبَاعِهِ مَدَّ يَدَ الْعَوْنِ أَوْ مُسَاعَدَةَ المُخَالِفينَ لَهُمْ فِي الدِّينِ، يُخَالِفُونَ بِآَرَائِهِمْ سُنَّةَ اللهِ فِي خَلْقِهِ الَّتِي اقْتَضَتْ أَنْ يَقَعَ الاخْتِلَافُ فِي الأَدْيَانِ وَالأَلْوَانِ وَالأَجْنَاسِ، وَيَنْسِبُونَ إِلَى الإِسْلامِ أقْوَالًا مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ، وَهُوَ مِنْ هَذِهِ المِزَاعِمِ وَالادِّعَاءَاتِ بَرَاءٌ .
فَمَهْمَا اخْتَلَفَتْ أَدْيَانُ النَّاسِ، فَإِنَّ جَمِيعَهُمْ إِخْوَةٌ فِي الإِنْسَانيَّةِ، وَالمُسْلِمُ يُثَابُ مِنَ اللهِ تَعَالَى عَلَى إِحْسَانِهِ الَّذِي يُقَدِّمُهُ لِغَيْرِهِ دُونَ تَفْرِقَةٍ بَيْنَ مُسْلِمٍ أَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ، كَمَا أَنَّ مُسَاعَدَةَ الآخَرِينَ تُعَدُّ نَوْعًا مِنَ العِبَادَةِ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ أَبْوابِ الخَيرِ، وَلهَا مَكانَةٌ عَاليَةٌ جِدَّاً فِي الإِسْلامِ الَّذِي جَاءَتْ عَقائِدُهُ وَشَرَائِعُهُ لِإصْلَاحِ العَلاقَةِ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ، وَبَيْنَ العِبَادِ أَنْفُسِهِمْ، وَلِهَذا حَثَّتِ الشَّرِيعَةُ الإسْلامِيَّةُ عَلى إِيصَالِ النَّفْعِ لِلآخَرِينَ بِقَدْرِ الْمُسْتَطاعِ؛ قَالَ تَعَالَى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَى وَأعْلَمُ.
إضافة تعليق جديد