توترت العلاقات بين المرشد الإيراني على خامنئي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويمارس المرشد الإيراني ضغوطا على سلطان تركيا الجديد، لوقف طموحاته في سوريا والعراق، عبر الورقة الاقتصادية التي بدأتها إيران بقطع الكهرباء عن تركيا لعدم دفع الأخيرة المستحقات، فيما ردت تركيا بإغلاق قناة القدس الموالية لرجال الملالي.
قطع الكهرباء
قال نائب وزير الطاقة الإيراني، إن إيران وقفت قبل عدة أشهر تصدير الكهرباء إلى تركيا، مبيِّنًا أن الوقف يعود إلى تراكم ديون الشركة التركية المشترية للكهرباء، وذكر أن ديونها بلغت نحو ٢٠٠ مليون دولار.
وأكّد نائب وزير الطاقة الإيراني، أن المحادثات مع تركيا بدأت للحصول على المطالبات المالية المتوقفة وإعادة تصدير الكهرباء إليها، وبيَّن أنه من المتوقع الحصول على تلك المبالغ خلال خمسة أشهر، بعدها يُستأنَف تصدير الكهرباء إليها.
وبحسب موقع "راديو فردا"، تكشف إدارة تنظيم سوق الطاقة التركية في أحدث تقاريرها الشهرية، أنها خفضت معدل استيراد الكهرباء من إيران بشكل ملحوظ منذ شهر أبريل، ليتوقف بشكل تام خلال شهر يوليو من هذا العام.
.
إغلاق قناة القدس:
وردا على قطع الكهرباء وارتفاع مستحقات إيران لدى تركيا، أغلقت السلطات التركية قبل أيام قناة “القدس تي في” الموالية لإيران والتي تبث من مدينة إسطنبول، وذلك بعد حملة شعبية قادها نشطاء أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي بعد بثها برامج واخبار دعائية لمليشيات الحشد الشعبي التي تتهمها تركيا بإحداث تغيرات ديمغرافية وارتكاب جرائم طائفية في العراق.
وتحفظت القوة الأمنية على مجموعة من الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالقناة وختمت المبنى الخاص بها بالشمع الأحمر بعد اتهامها بالترويج للمنظمات الإرهابية.
والقناة التي بدأ بثها على قمر الترك سات عام 2008 تدار من قبل نور الدين شيرين وركزت في الأونة الأخيرة على الترويج للحشد الشعبي في العراق خاصة بعد احداث الموصل.
وتشير مصادر تركية إلى أن تمويل القناة إيراني وان مديرها العام نورالدين شيرين مؤيد لإيران وان القناة تسعى لنشر أجندة إيران في تركيا .
صراع إيراني تركي:
وراي مراقبون أن تهديد إيران بالورقة الاقتصادية ضد تركيا يهدف، إلى وقف وتحجيم مطامع الرئيس التركي أردوغان، في سوريا والعراق، مع بدأ العمليات العسكرية في سوريا، وتهديد بالتدخل العسكري في العراق، وهو ما يكشف حجم الصراع بين المرشد وحفيد العثمانيين على النفوذ في سوريا والعراق.
وشدد المراقبون على أنه رغم العلاقات الجيدة بين إيران وتركيا إلا أن هناك مخاوف إيرانية من التواجد التركي في سوريا والعراق مع اتهامات الصحف الإيرانية لحكومة أردوغان بدعم الجماعات الإرهابية في سوريا، كما أن اتهام انقرة لطهران بدعم المليشيات الشيعية في العرق وسعهيها لتغير التركيبة السكانية في الموصل.
وأوضح المراقبون أن إيران تسعي لتأمين خطّها البريّ نحو سوريا، عبر السيطرة على مدينة "تلعفر" العراقية والتي يتواجد بها مليشيات الحشد الشعبي، فيما تسعي إيران لبقاء الموصل ومناطق السنية تحت نفوذها وقطع الطريق على تركيا.
وأشار المراقبون إلى أن السعي الإيراني للهيمنة على "تلعفر" -التي قطنها غالبية من العرقية التركمانية أحد الشعوب التركية- عبر "الحشد الشعبي"، يلامس المخاوف التركية التي أعلنتها انقرة حول احتمال تفجر صراع مذهبي واسع، جراء مشاركة "الحشد" في معركة الموصل، وهو أمر سينعكس كتداعيات على أمن تركيا القومي، فما تختزنه منطقة تلعفر من انقسام مذهبي؛ سني-شيعي، بين سكانها من القومية التركمانية، واستقطاب هذا الانقسام نحو المحورين الإقليميين التركي والإيراني.
إضافة تعليق جديد