الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه بقوله " وإنك لعلي خلق عظيم " وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد لقد كثرت البدع وعظمت في هذا الزمان وساهمت في رواجها وسائل الإعلام ويكمن خطر البدعة في كونها تبدأ يسيرة ثم تتعاظم وتتطور مع قدم الزمان، فهذه بدعة الرفض كان منشؤها أول أمرها تفضيل علي على عثمان وإنتهت في هذه الأيام بإتخاذ علي إلها من دون الله تعالي.
وبدأت بدعت التصوف بالزهد في الدنيا والإنقطاع للآخرة وإنتهت بالغلو في الأولياء والصالحين وصرف أنواع العباد لهم من دون الله وإتخاذ قبورهم مساجد، وبدأت بدعت الخوارج بالخروج على علي وإنتهت بتكفير المسلمين وإستباحة دمائهم، وهكذا جميع البدع تتعاظم مع مرور الزمان فالإنحراف اليسير في أول الطريق يؤدي إلى الإنحراف الكامل في نهاية الطريق، ألا وإن من البدع التي عمت وفشت في أكثر المسلمين اليوم هو ما ستبثه الفضائيات وهي بدعة الإحتفال بالمولد النبوي ويكفيكم يا مسلمون أن تعلموا أن أول من أحدث هذه الإحتفال هم العبيديون في مصر، والمسمون بالفاطميين كذبا وزورا، وذلك في القرن الرابع الهجري وهؤلاء العبيديون كانوا يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.
ولقد نسب حاكمهم إلى نفسه خصائص الرب تبارك وتعالى، ويقول عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واتفقت طوائف المسلمين علماؤهم وعامتهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أنهم كفار خارجين عن شريعة الإسلام، أي العبيديين، ويقول عنهم ابن كثير رحمه الله وقد كان الفاطميون من أنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر في بلادهم أهل الفساد وقلّ عندهم العلماء والعباد، فإذا كانت بدعة الإحتفال بالمولد منشؤها من هؤلاء الضالين المضلين فكيف ساغ للمسلمين أن يتشبثوا بها إلى زماننا هذا، زمان العلم والمعرفة ونبذ الخرافة، فاللهم اجعلنا لسنة نبيك من المتبعين وعلى نهجه من السائرين.
ويرد السؤال وما هي مفاسد البدع وأضرارها لاسيما وأصحابها يزعمون أنهم يتقربون بها إلى الله ؟ والجواب هو إن للبدع مفاسد كثيرة وأول هذه المفاسد هو أن أصحابها عبدوا الله بمستحسنات العقول والظنون ومورثات الآباء والأجداد، وفي ذلك قدح في كمال هذا الدين، وإستدراك على شريعة رب العالمين، ومن مفاسدها أن أصحاب البدع يزهدون في السنن الثابتة، وتفتر عزائمهم عن العمل بها، بينما ينشطون في البدع فتراهم ينفقون أموالهم وينصبون أبدانهم في إحياء البدع، وربما وجدوا خفة ونشاطا لما يشعرون به من موافقة الهوى، وتزيين الشيطان.
إضافة تعليق جديد