رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 يناير 2025 12:47 ص توقيت القاهرة

ذكرى ميلاده.. محمد رضا

عيد صالح

ولد محمد رضا في 20 ديسمبر عام 1921، بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وحصل عام 1938 على دبلومة في هندسة البترول وعمل بعدها في هيئة قناة السويس، كان رضا من عشاق التمثيل منذ طفولته، فكون اثناء دراسته في المدرسة الابتدائية فرقة مسرحية صغيرة، وظل يمارس تلك الهواية حتى تخرجه التحاقه بالعمل في هيئة قناة السويس.

مع بداية الخمسينات وجد محمد رضا إعلان في إحدى الجرائد يطلب فيه وجوه جديدة، فتذكر هوايته القديمة، ليسارع بالتقديم، ويحصل على المركز الثاني ولكن للأسف لم يتم اختياره، وينصحه المقربون بالانضمام لمعهد التمثيل، وبالفعل ينجح في الانضمام للمعهد ويتخرج منه عام 1953.

في البداية كان رضا يقدم الأدوار الجادة، خاصة انه تتلمذ على يد زكي طليمات ويوسف وهبي، سادة الأدوار الجادة في المسرح، إلا ان هذا الأمر لم يستمر كثيرا ففي عام 1958، يقدم محمد رضا على المسرح دور "المعلم كرشة" في مسرحية زقاق المدق، ليجد في الكوميديا مساحة أكبر لموهبته ونقطة تفرد عن كل النجوم من حوله.

الغريب ان أول محاولة للكوميديا أيضا كانت من خلال مسرحية قدمها رضا عام 1950، وهي مسرحية الحرافيش للكاتب نعمان عاشور، وقدم من خلالها دور المعلم أيضا ولكن هذه المرة كان اسمه "المعلم هيصة".

"الكرش" في سبيل الكوميديا

بعد مسرحية "زقاق المدق" ودوره في فيلم الفتوة، أصبحت شخصية المعلم هي صديقة محمد رضا، والشخصية التي عرفه بها الجمهور، تلك الشخصية التي تطلبت من رضا أن يغير في شكله، فخلال أدواره الأولى كان رضا يقوم بتثبت "كرش" اكسسوار، لكي يظهر بشخصية المعلم التي يريدها، ولكن بعدها قرر رضا ان يربي "كرشه" من أجل المصداقية، فهو كان يرى ان الإكسسوار ضحك على المشاهد.

من المواقف أيضا التي رويت عن رضا بسبب إتقانه أدواره وحرصه على صدقها، ما رواه نجله في حوار صحفي، حول دور "المعلم جلجل أبو شفطورة" في فيلم 30 يوم بالسجن، حيث قضى والده أيام واسابيع يتحدث معهم في المنزل بنص كلمة، مثلما ظهر في الفيلم، لكي يتقن تلك اللزمة التي اخترعها للشخصية.

رضا كان مخلصا لجمهوره كما يجب أن يكون الإخلاص، فخلال عمله في احدى المسرحيات جاءه نبأ وفاة والده، فقام بدفنه، وظهر في نفس الليلة على المسرح، وهو ما فعله حينما توفيت أبنته، والتي دفنها صباحا وذهب للمسرح ليلا وفي ختام العرض أعلن رضا للجمهور أنه جاء فقد لأنه ملتزم تجاه جمهوره بإسعادهم.

رضا أيضا كان من هواة تقمص الشخصيات، فكان دائم التردد على المقاهي والمحلات ويتعرف على أصحابها ويقيم معهم علاقات صداقة لكي يتقن طريقتهم في الحديث، ويخلق من خلال أحاديثهم وحكاياتهم شخصيات وتفاصيل للشخصيات التي يقدمها على المسرح، ومن أجل شخصية المعلم تعلم محمد رضا شرب "الشيشة" حتى انه كان حريص أن توجد واحدة في منزله.

وفي 21 فبراير عام 1995، بعدما عاد رضا من يوم تصوير شاق لمشاهده في مسلسل ساكن قصادي، دخل إلى منزله وتناول طعامه، ثم اتصل به أحد الصحفيين ليأخذ منه حديث صحفي، إلا ان هذا الحديث لم يكتمل، حيث توفي رضا وهو يتحدث في الهاتف، ليرحل المعلم الأصلي صاحب الضحكة المميزة والإطلالة المختلفة وفي رصيده الفني ما يقرب من 285 عمل فني بين سينما ومسرح وتلفزيون وإذاعة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.