روح الروح.. بقلم سعيد إبراهيم زعلوك

هذي البلاد أحبها أكثر من بلادي
مدنها ، الناس فيها، والأشجار ،
كل الأشياء هناك مختلفة جداً عن العالم أجمع
لا تبرد فيها الأمنيات أبداً ، ولا تموت
تبقى صامدة بوجه أى شئ
تلتقط روحك الأنفاس حين تسمع أسمها في نشرات الأخبار
برغم أن كل الأخبار ليس فيها سوى القتل، والموت، والخراب، والأحتلال
كل الصور بالأونة الأخيرة عن خراب غزة، ومخيم جباليا ، وكل الأرجاء فيها
لكن فلسطين تبقى صامدة
اقوى من الموت
يستحيل أن يفنى فيها البشر
يستحيل أن تنتهى هناك الحياة
يقول جد عن حفيدته ، وهو يلتقط قرطها من بين انقاض المنزل سأحتفظ به ليذكرني بروح الروح .
اعشق كل ما فيها
التين، والزيتون، والليمون، والبرتقال
أعشق القدس، والخليل، والجليل ، وبحيرة طبريا ، وقوس قزح في سماء الرملة
تزداد حروفي جمالا عين تكتب عنها
حين أخبر احد الأصدقاء بحبي لها
وشوقي أن أراها محررة قبل أن أموت
وتخرج من فمي الكلمات مثل النار متمردة كأني من أهلها
أجدني أرسو على شراع من الأحلام ، وأقول يارب فلسطين طالت محنتها، وطال مكثها في الظلام
فأرسل عليها يارب طيور السلام
ترفرف فوق سماها
ليعود لبيته جندي من الحرب طال نضاله
وتضع أنثى ثكلى طفلها في أمان
وترى طفلة والدها قد عاد من الحرب ، لتغفو بحضنه وتنام
يا أرسل لهم من الفرح ما يكفيهم بقية عمرهم ، ووميض سعادة لا ينتهى أبداً
يارب حقق لهم كل الأحلام .
سعيد إبراهيم زعلوك