رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 24 يوليو 2025 4:09 ص توقيت القاهرة

سر نداء الله تعالي لأهل الإيمان.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد، لقد نادي الله عز وجل علي المؤمنين في كتابه العزيز نداءات كثيره، وقد وضح لنا العلماء سر نداء الله تعالي لأهل الإيمان، فيقال لأن هذه النداءات الذي يحسن القراءة يجب أن يقرأها، والذي لا يحسن القراءة يجب أن يقول لمؤمن اقرأ علي نداءات ربي، وأسمعني ما ناداني ربي من أجله، وعلمني حتى أقوم بالواجب إن كان واجبا.
وهذا ممكن، فلا يعقل أن يناديك سيدك وتلوي رأسك وتعرض عن ندائه، وأنت تعلم أنه ما ناداك إلا لإسعادك وإكمالك، إلا لنجاتك مما تخاف وترهب وإلا ليكملك في آدابك وأخلاقك ومعارفك، فاسمع نداءاته، ويجب على كل مؤمن أن يسمع هذه النداءات ويقرأها، وإلا فهو عاصي لربه، فهو يناديه ولا يسمع، ويعلمه ويهديه ولا يقبل، ومن أسرار نداءات الرحمن في كتابه الكريم، أي القرآن للمؤمنين به وبلقائه، وكلها أسرار وحكم، والله لا ينادينا لا لشيء، وهذا مستحيل، فالله تعالى منزه عن اللهو واللعب، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، بل يناديهم لسر، ومن جملة الأسرار إن منها إنذارهم وتحذيرهم من كل ما يرديهم أو يشقيهم، فهو ينادينا ليأمرنا بشيء إن فعلناه كملنا وسعدنا، أو لينهانا عن شيء إن إبتعدنا عنه وتركناه نجونا وسلمنا، أو ليبشرنا حتى تنشرح صدورنا.
وتطمئن نفوسنا ونقبل على طاعة ربنا، أو لينذرنا من مخاوف ومصاعب ومتاعب، إذا لم نتفطن وننتبه لها وقعنا في الفتنة والهلاك والدمار، وهذه هي أسرار نداءاته، وتحذير الله لعباده المؤمنين من إتخاذ بطانة من غيرهم، والله عز وجل ينادي عباده المؤمنين ويحذرهم ليمنعهم ويحرم عليهم إتخاذ بطانة من غير المؤمنين كاليهود والنصارى والمشركين، ومعنى إتخاذهم بطانة، أي يطلعونهم على بواطن أمورهم وأسرار دولتهم، وبخاصة الأسرار الحربية والمالية، فإن في هذا خطرا عظيما على الدولة المسلمة، قد يؤدي بها إلى التلاشي بعد الفرقة والهزيمة، والعياذ بالله تعالى من كل شر وسوء يصيب الإسلام وأهله ودولته، إذن فلنتأمل يا معشر المؤمنين قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم " فهذا نهي، ولو قال أحد لا، سأتخذ بطانة، فقد كفر.
ولم يبقي مسلما لأنه يرد على الله تعالي، ويتمرد عليه ويعصيه، وأما إذا لم يرد على الله، ولكنه لم يسمع نداه، ولم يقبل توجيهاته لأحوال وظروف فهو خاسر هالك، ولا نقول بكفره، فالبطانة من يطلع على بواطن الأمور وخفاياها أي خفايا أمورك السرية، ومن دوننا هم قطعا الكفار، فقد قال تعالي " لا تتخذوا بطانة من دونكم " أي من غير المؤمنين من إخوانكم، والذين دوننا الكفار وسواء كانوا أهل كتاب، وهم اليهود والنصارى، أو مشركين أو مجوسا، ولا فرق بين الكفار، فالكفر ملة واحدة، فلا يؤمن كافر، ولا نطلعه على بواطن أمورنا وخفايا أسرارنا، وهذا توجيه الله وليس توجيه عالم أو سياسي، هذا وصلوا علي سيدنا حبيبنا محمد حيث قال صلى الله عليه وسلم "من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.