رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 22 أغسطس 2025 8:43 م توقيت القاهرة

من يتعامل بالربا محارب لله ولرسوله

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد لقد تجرأ كثير من الناس على التعامل بالربا إقراضا واقتراضا وإستثمارا لأموالهم في البنوك والشركات التي تتعامل بالربا غير مبالين بأكل الحرام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم الحرام " رواه البخاري، والناس في تعاملهم بالربا منهم المجاهر الصريح الذي يتعامل به ويدعو غيره له ويقنع الناس به، ومنهم من يتعامل به بعد إدخال بعض التغيرات على بعض صوره، وتغير مسماها، وقال العلامة العثيمين رحمه الله المحرم لا ينقلب مباحا بالتحايل عليه. 

بل أن التحايل عليه يزيده خبثا ويزيده إثما ولهذا ذكر عن أيوب السخستياني رحمه الله أنه قال في هؤلاء المتحايلين إنهم يخادعون الله كما يخادعون الصبيان فلو أنهم أتوا الأمر على وجهه لكان أهون وصدق رحمه الله، ونتيجة لتساهل الناس وتحايلهم فقد عمّ الربا وإنتشر ونسأل الله السلامة والعافية منه لجميع المسلمين، فالربا  كبيرة من كبائر ومال صاحبه ممحوق ويكفي من يتعامل بالربا أنه محارب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله عز وجل في سورة البقرة " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله " وقال العلامة العثيمين رحمه الله "الربا ليس بالأمر الهين والمؤمن ترتعد فرائضه إذا سمع مثل هذه الآية " وإن المتعاملين بالربا يحاربون القوي الجبار العزيز الذي لا يعجزه شيء. 

فليحذر هؤلاء، فالربا من أسباب الكوارث التي تدمر الإقتصاد، وقد أثبتت البحوث الاقتصادية الحديثة أن الربا خطر على إقتصاد العالم وسياسته وأخلاقياته وسلامته وأنه وراء كثير من الأزمات التي يعانيها العالم وأنه لا نجاة من ذلك إلا بإستئصال هذا الداء الخبيث الذي نهى الإسلام عنه منذ أربعة عشر قرنا، وإن خبث الربا لا يقل خطورة عن جريمة الزنا، ومما سبق يتبين أن الربا والزنا من أسباب نزول العقوبات التي تحل بالعباد والبلاد وتسبب الخسائر في الأنفس والأموال فينبغي مجاهدة النفس والتوبة من جميع الذنوب والآثام لعل الله الرحيم الكريم أن يرفع ما حل بالمسلمين من بلاء ووباء، والتوبة من الربا تكون بترك التعامل به استثمارا وإقراضا واقتراضا، فالمرابي ليس له إلا رأس ماله لا زيادة عليه، ومن تاب من الربا فليحمد الله ويشكره ومن لم يتب فقد أحل بنفسه العذاب فلينتبه لذلك.

وقد حذرنا الله تعالي من رواج الفاحشة، وقال الله سبحانه وتعالى " إن الذين يحبون ن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون " ومعني أن تشيع أي أن تظهر وتنتشر، ويحبون ذلك ويعملون له، ويختارون ويقصدون ظهور القبيح، ظهور الفاحشة، ويحبون أن يذيع الزنا في المجتمع، كما قال قتادة رحمه الله، أن يظهر الزنا وفعل القبيح ومن أعان على نشرها فهو كالذي يقود النساء والصبيان إلى الفاحشة، وكذلك كل صاحب صنعة تعين على ذلك، فيا عباد الله إن الله يغار، وغيرة الله أن تنتهك حرماته وهم يحبون أن تشيع، منه ما يكون بالقول ومنه ما يكون بالفعل، وقال شيخ الإسلام رحمه الله وأما ما يكون من الفعل بالجوارح فكل عمل يتضمن محبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا داخل في هذا، بل يكون عذابه أشد. 

فإن الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة، فكيف بالذي يعمل على ذلك ؟ فإذا كان الذي يحب فقط أن تشيع له عذاب أليم في الدنيا وفي الآخره، وليس فقط في الآخرة، فكيف إذا إقترن بالمحبة أقوال وأفعال لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.