رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 15 مايو 2025 11:53 ص توقيت القاهرة

صفوت عمارة يكتُب: كيف نستقبل رمضان

أيام معدودات ويُهلُّ علينا شَّهر رمضان المبارك، فرص العبادة فيه متعددة، والأجور مضاعفة، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلَّقُ فيه أبوب النيران، ورب رحيم تواب أشد فرحًا بتوبة عبده من الأم بملاقاة ولدها بعد الفراق، نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه، وقد ثبت أن النبي ﷺ كان يبشّر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحثّهم على الإعتناء به فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : " أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجلّ عليكم صيامه ، تُفتح فيه أبواب السماء ، وتُغلّق فيه أبواب الجحيم ، وتغلّ فيه مردة الشياطين ، فيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم " (رواه أحمد والنسائي).

يحتاجُ المسلم إلى تهيِئة نفسيّة وبدنيّة حتى يدخل شهر رمضان وهو في أعلى درجات الجاهزيّة للصيام والقيام، مُقبلاً عليه مخطّطاً لكيفيّة قضاء أيّامه ولياليه، فعليه أولًا بالتوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي، فيشرع بإستقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة إلى الله من الذنوب والخطايا، ورد المظالم إلى أهلها، يقول الله تعالي: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة النور:31) ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} (سورة التحريم : 8)، ويتأكد أمر التوبة في مثل هذه الأزمان الفاضلة لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها فعليه أن يجدد العهد مع الله تعالى بتوبه صادقة، لأن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب حرمان العبد من الخير و الإقبال على الله تعالي؛ فقد جاء رجل الى الحسن البصري رحمه الله فقال يا أبا سعيد إني احضر طهوري وأستعد لقيام الليل فلا أستطيع فما السبب ؟ قال "قيدتك ذنوبك". 

علينا جميعا أن نعلم أن باب التوبة مفتوح وأن الله تعالى لايقنط أحدا من رحمته مهما كان ذنبه أو معصيته قال الله تعالي: {قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم} (سورة : الزمر)، وعلينا أن نغتنم نفحات شهر رمضان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة"(رواه الترمذي)؛ فهذا الشَّهر يرغِّب في أعمال الخير وخاصَّةً عند أصحابها؛ لما فيه من الأسباب الَّتي تعينه على ذلك؛ فأقبلوا على الله وعلى طاعته، "ويا باغي الشَّر أقصر"، أي: أمسك عنه وامتنع؛ فإنَّه وقت ترق فيه القلوب للتَّوبة، أسأل الله أن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه وأن يتقبل صيامه وقيامه، وأن يبلغنا ليلة القدر.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.