رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 22 ديسمبر 2024 8:03 م توقيت القاهرة

ضرب الله مثلا للذين كفروا.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 29 أغسطس 2024
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار، أما بعد إن كثير من الناس اليوم لا يشهدون من الصلاة إلا أقلها، ولا يحافظون على الصلاة إلا أقلها، بل يوجد بين ظهرانينا وفي بيوتنا وفي جيراننا من لا يشهد الصلاة البتة عياذا بالله، وإن شهدها شهد الجمعة أو وقتا أو وقتين، وبقية الأوقات هو مفرط فيها، إما تارك لها بالكلية عياذا بالله، أو مؤخر لها بتعمد حتى يخرج وقتها.

وقد أفتى جمع من أهل العلم على أن من تعمد تأخير صلاة حتى خرج وقتها لم تنفعه تلك الصلاة وإن قضاها لأن فعل الصلاة عمدا في غير وقتها ليس عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" أي مردود عليه، فليحذر أولئك القوم الذين هم في تضييع لصلواتهم، ليحذروا من هذه المصيبة، ليحذروا من هذه المعصية العظيمة والجريمة الكبيرة إن هم أرادوا النجاة لأنفسهم في دنياهم وأخراهم، فهذه أيها الإخوة المسلمون جمل من صفات المؤمنين التي بها ينالون الفردوس الأعلى الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها، خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، من غير مكدر ولا منغص، فاعرض نفسك أيها المؤمن على هذه الصفات لترى مدى تحقيقك لها، يقول الحق تبارك وتعالى في سورة التحريم.

" ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين" ويخطئ الكثير في فهم هذه الآية الكريمة في معنى الخيانة الواردة هنا، فالخيانة هنا ليس المقصود منها فعل الفاحشة، حاشا وكلا، وأن تفعل ذلك امرأة نبي لأن الله عز وجل عصم نساء أنبيائه الوقوع في الفاحشة وإنما كانت الخيانة في الدين فقط، فالله جل وعلا بين للناس مثلا في الكافر إذا كان مع المؤمن يخالطه ويؤاكله ويجالسه أن ذلك لن ينفعه أبدا لأنه لم يؤمن بالله العظيم، ألم ترى أن أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم دافع عنه وعن دينه وردع عنه المشركين ومات على الكقر وكان يقول له النبي صلي الله عليه وسلم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله، لكنه مات على الكفر.

ومع ذلك لم ينفعه قربه من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون من أصحاب النار، وكذلك عمه أبو لهب، وكذلك ابن نوح عليه السلام ، ووالد إبراهيم عليه السلام، كل أولئك بين القرآن الكريم أنهم أصحاب الجحيم، فالكافر لا ينتفع بصلة قرابته من المؤمن ما لم يكن مؤمنا، وهكذا امرأة نوح ولوط عليهما السلام لم ينفعهما مخالطتهما ومعاشرتهما لنبيي الله أن يكونا من أصحاب النار، فإذا سمعت الله عز وجل في كتابه يقول " يا أيها الذين آمنوا " فأصغي لها سمعك فهو إما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه، ونعوذ بالله أن يكون حال بعضنا ممن يقرأ القرآن والقرآن يلعنه، ويكون القرآن حجة عليه يوم القيامة لا حجة له، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المنتفعين بكتابه، المتدبرين لآياته، الممتثلين لأوامره، المنتهين عن نواهيه إن ربي على كل شيء قدير.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.