اليوم : السبت الموافق 12 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، ثم أما بعد يستخدم الناس مواقع التواصل الإجتماعي للتنفيس عما بداخلهم، سواء حول موضوعات سياسية أو غيرها، لكن الجانب السلبي في هذا الأمر هو أن تعليقاتنا تشبه في الغالب موجة لا تنتهي من التوتر والضغوط، وفي إستطلاع رأي قد عبرت النساء عن أنهن يشعرن بتوتر وضغوط أكثر من الرجال، عند إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي، وتوصل الباحثون أيضا إلى أن موقع تويتر يعد مساهما قويا في هذا الشعور، لأنه يزيد من وعي المستخدمين بالتوتر الذي يتعرض له أشخاص آخرون غيرهم.
وكما أن وجود الهواتف المحمولة بين الناس يؤثر على التواصل وجها لوجه فيما بينهم، كما تقول بعض الدراسات، لكن نفس الأثر لم يسجل لدى الرجال، إذ قال الباحثون إن الرجال أقل إرتباطا بمواقع التواصل الإجتماعي مقارنة بالنساء، وإجمالا، انتهى الباحثون في هذا الإستطلاع إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي ترتبط بمستويات أقل من التوتر، كما توصل باحثون في النمسا إلى أن المشاركين في إحدى دراساتهم تحدثوا عن تراجع في الحالة المزاجية عقب إستخدام موقع فيسبوك لمدة عشرين دقيقة، مقارنة بأشخاص تصفحوا فقط بعض مواقع الإنترنت في نفس الفترة الزمنية، وتقول الدراسة إن الناس شعروا بهذه الحالة المزاجية المنخفضة لأنهم رأوا أنهم أهدروا وقتهم في إستخدام فيسبوك، لكن الشعور بمزاج جيد أو سيء يمكن أن ينتشر بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفقا لباحثين من جامعة كاليفورنيا، الذين قيموا المحتوى العاطفي لأكثر من مليار منشور كتبه أكثر من مائة مليون مستخدم على فيسبوك، وتوصل الباحثون إلى أن منشورا واحدا سلبيا عن حالة الطقس السيء، من شخص يعيش في مدينة ممطرة على سبيل المثال، أثر على منشورات أخرى لأصدقاء له يعيشون في مدن جافة، لكن الخبر السار أيضا هو أن المنشورات السعيدة تحدث تأثيرا كبيرا وقويا، لكن فكرة أن كل منشور سعيد يمكن أن يعني إحداث تغيير إيحابي وحقيقي في الحالة المزاجية للمستخدمين، لا تزال غير قاطعة، وكما درس عدد من الباحثين مشاعر القلق والإضطراب التي قد تثيرها مواقع التواصل الإجتماعي، والتي تشمل الشعور بعدم الراحة، ومشكلات النوم، وعدم التركيز، وقد توصلت دراسة نشرت في دورية الكمبيوتر والسلوك البشري.
إلى أن الأشخاص الذين يقولون إنهم يستخدمون سبعة أو أكثر من منصات التواصل الإجتماعي، يكونون أكثر عرضة لمستويات مرتفعة من القلق بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف، مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمون منصة أو إثنتين من منصات التواصل الإجتماعي، أو الذين لا يستخدمونها مطلقا، لكن مع ذلك، ليس من أدلة قاطعة حول ما إذا كانت مواقع التواصل الإجتماعي تسبب القلق والإضطراب، أو حول كيفية حدوث ذلك، فاللهم اهدنا واهد بنا، نسألك اللهم التقى والهدى، والعفاف والغنى، وأن تجعلنا هداة مهديين، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا، اللهم املأ أوقاتنا بالطاعات، ولا تشغلنا اللهم بالغفلات ولا بالمعاصي والسيئات، اللهم إنا نسألك لأمتنا وحدة من بعد فرقة، وعزة من بعد ذلة، وقوة من بعد ضعف يا أرحم الراحمين.
إضافة تعليق جديد