رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 7 فبراير 2025 1:59 م توقيت القاهرة

فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد يقول الإمام ابن حجر رحمه الله عن شهر شعبان أنه سمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام، وهذا أولى من الذي قبله وقيل فيه غير ذلك" وأما عن سبب صوم شعبان؟ فهذه مسألة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا لا نحتاج معه إلى قول غيره، فالأول أنه شهر يُغفل عن الصوم فيه، والعبادة في وقت الغفلة ومكانها لبمكان، ويدل لهذا خمسة أدلة، فالأول هو قول النبي صلى الله عليه وسلم " سبق المفردون" ثم عرفهم بقوله "الذاكرون الله كثيرا والذاكرات" رواه مسلم.

وقال المناوي رحمه الله "المفردون أي المنفردون المعتزلون عن الناس، من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة، فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله تعالى" فهؤلاء لما ذكروا الله تعالي وقد غفل غيرهم كان السبق لهم، وأما الدليل الثاني وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن إستطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " رواه الترمذي، وجوف الليل هو نصفه، وجوف الليل الآخر هو نصف نصفه الثاني، أي سدسه الخامس وهو وقت النزول الإلهي، ومثل هذه النصوص يتعين حيالها أمران وهما الإقرار والإمرار، والإقرار هو الإيمان بما فيها، والإمرار هو الإيمان الذي لا يعتريه ما يقدح فيه من التأويل والتفويض، والتشبيه، والثالث هو قول النبي صلى الله عليه وسلم " العبادة في الهرج كهجرة إليّ" رواه مسلم. 

وقال الإمام النووي رحمه الله " المراد بالهرج هنا الفتنة وإختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولايتفرغ لها إلا أفراد" وكما أن السبب الثاني في صيام شهر شعبان هو لإكثار النبي صلى الله عليه وسلم الصوم في شعبان، حيث أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، والأعمال ترفع كل يوم وكل عام، ففي شعبان ترفع الأعمال كما أخير نبينا صلى الله عليه وسلم، وفي كل يوم ترفع، فحري بالمسلم أن يكثر من الصيام في هذا الشهر، وفي فضل ليلة النصف من شعبان، صحّت الأحاديث في ليلة النصف من شعبان، فيقول نبينا صلى الله عليه وسلم " يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه" وكما يقول نبينا صلى الله عليه وسلم.

" ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر لأهل الأرض، إلا مشرك أو مشاحن" ومما يستفاد من أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان، أنه ينزل ربنا تبارك وتعالى في هذه الليلة، ومما لا ريب فيه أن هذا يكون في كل ليلة في الثلث الأخير، أما في ليلة النصف من شعبان فإن النزول يكون في الليلة كلها كما أخبر نبي الله المصطفي صلى الله عليه وسلم، والليلة تبدأ بغروب الشمس وعليه فإن المسلم ينبغي أن يكثر من الدعاء في هذه الليلة، فكيف ينكر على من حث الناس على أن يكثروا من الدعاء فيها والحديث صحيح، ولمن قال بذلك سلف وهو الإمام الشافعي يرحمه الله؟ وأن الله واسع المغفرة، فما أرحم الله بنا فإنه يحب العفو كما نعته بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، وكما أنه لا حظ للمشرك من هذه المغفرة، فإن رحمة الله التي وسعت كل شيء لم تسع الشرك وأهله.
 

وكما أنه لا حظ للمشاحن كذلك، والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه شحناء، فكم حرم نفسه من الخير، وقال صلى الله عليه وسلم "فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين" رواه أبو داود والترمذي، فالخصومات ثلمة في الدين، ونقص في الإيمان، وكما أن هناك أحاديث لا تثبت في ليلة النصف منها " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها" ومنها " يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة" ومنها " من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه" ومنها أيضا " من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه في يوم تموت القلوب"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.